"ما أصعب المشهد!". بكاء مغموس بحسرة وأجساد نهشها الجوع
- القطاع قصة شعب عظيم صامد بوجه الكيان
- أنقاض وركام صور بارزة في القطاع
مرارة المشاهد وقسوة الأحداث، وبطون خاوية وقلوب منفطرة وعيون مُستكينة وأجساد أعيتها الحرب، وأرواح مُعلقة بالله حال القطاع المتجرع ألما، حال الذين يواصلون الليل بالنهار للدعاء إلى رب العباد بالثبات.
اقرأ أيضاً : "لا تحزن معاك الله يا أعظم شعب".. فتيات القطاع صبرهن من كتاب الله
ولا يزال أهالي القطاع يقطفون صبرهم وثباتهم قوة وعزيمة، فتجدهم أمام أهوال الحرب على قدر عشقهم لوطنهم فلسطين، وإن بكوا فبكاء القوي الذي خذله الكثيرون، بكاء الحنين لأشخاص ارتقوا، بكاء القوي إن حنّ إلى ماضٍ لن يعود.
ركام وأنقاض
وتتلعثم المفردات وتشيخ التعابير من القطاع الذي بات الركام والأنقاض صورة بارزة للعالم، وباتت الصرخات والدموع موزعة في كل الأركان والحواري والزوايا.
في رمضان المبارك، كانت طقوس الشهر الفضيل تخيم على المدينة الزاهرة بأهلها، وكانت الأفراح تعم السهرات الرمضانية العائلية، وكانت التهاليل والتكبيرات تعم المنازل فرحا وابتهاجا، وكانت النساء يجتمعن بعد صلاة التراويح جمعات ذِكر وبركة.
اليوم اختلف الأمر وانقلب كل شيء رأسا على عقب، وغادرت السعادة منازلا استوت مع الأرض باستهداف الكيان الذي يمارس وحشيته بتمرد.
والصورة الأصعب أن أوجاعهم زادت مع جوع نهش جوارحهم واستفاقت أعينهم للبحث عن ما يسد رمق جوعهم، لكنهم ارتقوا وهم "جوعى".
1.1 مليون شخص في القطاع -أي ما يعادل نصف السكان- قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التأقلم تماما، ويكافحون الجوع الكارثي والمجاعة.
سوء التغذية
ووفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في القطاع، فإن عدد الذين ارتقوا جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينيا، من بينهم عدد من الرضع.
وتقيد تل أبيب وصول المساعدات الإنسانية مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن تل أبيب حربا مدمرة على القطاع خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية.