"طلة بهية".. تناسوا أحزانهم في المخيم واسترجعوا ذكرياتهم القاسية
- القطاع يواصل مقاومته بوجه الكيان بإرادة وثبات
- القطاع بين الجوع والحرب
استطاعوا أن يتعايشوا مع الحرب في القطاع، وأن يتناسوا هموم الحرب التي أثقلت قلوبهم هما وحزنا، ورسموا معالما من السعادة أمام جراحهم الطاغية على مآسيهم.
اقرأ أيضاً : "ما أصعب بكاء الرجال".. القطاع لا يزال يدفع ثمن النصر الموعود
هؤلاء الصغار صيروا من مخيم للفلسطينيين النازحين في رفح جنوب القطاع، مكانا لإزاحة همومهم واسترجاع ذكرياتهم، التي سويت بالأرض، تحت ركام المنازل ممحية لمعالم.
فبالأمس كانوا يلعبون بعد الإفطار في زقاق الحي، يحمل كل واحد منهم قطعة حلوى أو قطعة من القطايف ليطعم صديقه في الحي، يلعبون طويلا وأصوات البهجة متضوعة في أرجاء القطاع، إلا أن الحال اختلف كثيرا اليوم بعد 7 أكتوبر، وأصبحت قلوب الصغار
ترتجف خوفا جراء القصف الغاشم.
أقدام متعبة
في المخيم لعبوا كرة الطائرة، على رمال صافحت أقدامهم المتعبة من النزوح، أرادوا قضاء الوقت في الوقت الذين يشعرون فيه بالجوع الذي يهدد أمعائهم، إذ أن سحورهم وفطورهم بالكاد يكفيهم.
وما أن تنظر إليهم إلا وتجدهم يرتدون ملابسا نظيفة، وطلتهم طلة بهية في عتمة الحرب التي نثرت الغبار في سماء القطاع، وسوت المنازل بالأرض، ونهشت أجسادا من جوع واستهداف.
هكذا هم أهالي القطاع، رسموا بإرادتهم قصص صمود وتضحية ولعل في ذلك عبرة للعالم، في صور يجدر ذكرها على الدوام.