من غــزة إلى تل أبيب: ارتدادات نار لم تُطفأ

Trending|22/06/25
من غــزة إلى تل أبيب: ارتدادات نار لم تُطفأ
صواريخ إيرانية في سماء تل أبيب
  • الصواريخ الإيرانية تحول أحلام تل أبيب الوردية إلى كوابيس
  • الخوف والهلع يسيطران على الموقف في تل أبيب

في تل أبيب، لا تنام السماء، تتلوّى فوق الرؤوس كحية عجوز تستعد للانقضاض، والصافرات لا تغني ولا تسمن من أمن. كانت المدينة تتفاخر بحداثتها، بأبراجها التي تناطح الغيم، وبقبتها الحديدية التي قيل إنّها لا تخترق، لكنها

اليوم تشهق في كل دقيقة، ترتجف كطفل فقد أمه تحت الركام. ما أسهل أن تتحول المدينة الذكية إلى كومة من الذعر حين يزأر صوت لم يكن من قبل مألوفاً في سمائها.

اقرأ أيضاً : تل أبيب تركض إلى الملاجئ.. وغــزة تمشي إلى التاريخ

الركض إلى الملاجئ بات رياضة وطنية، والعيون لا تُغمض إلّا لتراودها كوابيس النشيد الإيراني، قهقهات أطفال غزة التي كانت تُقمع بالبارود، عادت لتطرق الأبواب هنا على هيئة صواريخ، فيا لسخرية العدالة حين تزورك

متأخرة!

تل أبيب تتوسل لهدنة إنسانية

تل أبيب التي احتفلت لسنوات فوق أشـــلاء أطفال، ها هي اليوم تتوسل لأجل "هدنة إنسانية" بحنجرة مرتجفة من فرط الصدمة.

أين تهرب المدينة التي ظنّت نفسها منيعة؟ كل متر مربع صار مهدداً، حتى البحر صار خصماً يوشك أن يلفظ ألغاماً، وتحاول تل أبيب أن تتذاكى على الرعب، تبتسم في نشرات الأخبار بابتسامة مجففة من كل معنى، بينما ترمش

خلف الكاميرات عيون تعجّ بخوف بدائي لم تعرفه من قبل... ربما شعرت أخيراً بلذعةٍ من الجحيم الذي صبّته على غزة بلا حساب.

يا تل أبيب، إن كانت صواريخ طهران قد أيقظتك من حلمك الوردي، فتذكّري أن غــزة لا تملك قبةً حديدية، ولا ملاجئ إسمنتية، فقط بيوت من كرتون وإيمان لا يُقصف.

الرعب الذي يغزوك اليوم، هو مجرد إشعار دفع مؤجّل، لا يشبه سِوى قطرة صغيرة من الطوفان الذي غمرتِ به أهل غزة لسنين. وربما، فقط ربما، تتعلّمين الآن أن الدم ليس ماءً... حتى وإن سُفك على غير شاشةٍ غربية.

أخبار ذات الصلة