أبطـــال غزة.. شعب لا ينحني والنصر وعدٌ قادم

- القطاع رسالة إرادة حروفها صبر
- أهالي القطاع قوة من رحم المعاناة
في غــزة، حيث تتلاقى السماء مع الأرض وتتمازج دموع الأمهات برائحة الياسمين والبارود، كتب التاريخ فصلاً جديدًا عن الشجاعة.
اقرأ أيضاً : طفل جائع في غــزة.. براءة تئن تحت وطأة الحصار
هناك، حيث يُولد الأطفال على صوت القصف، وتُطرّز الحياة بخيوط الأمل وسط الدمار، وقف أهل القطاع وقفة الرجال، لا تهزهم الرياح ولا تفتّ من عزمهم آلة الحرب الغاشمة. فقد أثبتوا أن من يسكن الأرض حبًا، لا يُنتزع منها
إلا شهيدًا.
صمود وقوة
رغم الخسائر الفادحة، رغم البيوت التي هُدمت فوق ساكنيها، والطرقات التي ابتلعتها النار، لم تُهزم غزة، بل كانت كل جنازةٍ فيها نشيد انتصار، وكل شهيد قنديلًا يضيء الدرب نحو الحرية.
لم يكن النصر هذه المرة سلاحًا يُرفع، بل صمودًا يُضرب به المثل، وإيمانًا لا تزعزعه الحمم، وعزيمةً تخرج من تحت الأنقاض أقوى من كل آلة بطشٍ وعدوان.
انتصرت غزة لأنها لم تُهزم، ولأن شعبها لم يُكسر، انتصروا حين جعلوا من أجسادهم دروعًا لحماية كرامة الأمة، وحين أصرّوا على الحياة وهم يحملون في قلوبهم وصايا الشهداء.
انتصار وانتصار
لم يكن الانتصار بوقف إطلاق النار، بل بإرادتهم التي لم تنحنِ، بعيون الأطفال التي ما زالت تحلم، وبأمهات الشهداء اللواتي علّمن العالم أن الوداع قد يكون ميلادًا جديدًا للعزّة.
وهنا يمكن القول بأن الغزيين قدموا للعالم درسًا لا يُنسى في الصبر والمعنويات العالية. ففي زمنٍ ضاق فيه الأمل على كثيرين، وقفت غزة وحدها لتقول: "نحن لا ننهزم." علموا العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن من عاش للمبدأ لا
تموت روحه وإن سقط الجسد.
من بين الدمار، خرج صوت غزة معلمًا لكل من أراد أن يتعلم الصمود، أن النور لا يُولد إلا في أحلك الظلمات، وأن الإرادة أقوى من الحديد والنار.