نزوحٌ لا يشيخ.. ونساءٌ يكتبن الألم بالعيون

نزوحٌ لا يشيخ.. ونساءٌ يكتبن الألم بالعيون
فلسطينيون ينتشلون بعض المتعلقات من حطام خيمة استُهدفت في ضربات الاحتلال في مدرسة تابعة للأونروا
  • غزة قلب ينزف بجسد الصبر والإرادة
  • النزوح مستمر فيا لقطاع للبحث عن بصيص أمان

في غزة، لا ينتهي النزوح، بل يتكرر كما تتكرر المآسي على مسامع من فقدوا القدرة على البكاء،كأن المدينة كتبت على ترابها أن تكون حقيبة، يحملها أهلها على ظهورهم كلما ضاق بها الزمان والمكان. تغادر العائلات بقايا بيوتها،

لا تحمل سوى أرواحٍ أرهقها الانتظار، وأكياسًا من الخبز اليابس وبعض الذكريات.

اقرأ أيضاً : من تحت الركام تصرخ غــزة: "ما زلنا هنا"

تمشي النساء وهنّ يحتضنّ أطفالهن، ويمسحنَ الغبار عن وجوهٍ صغيرة لم تذق من الطفولة سوى الخوف. في عيونهن، ألف كلمة، وألف حكاية، وألف سؤال لا جواب له، و نظرات كأنها رسائل مختنقة، تقول ما تعجز عنه الأفواه:

"إلى متى؟".

غزة.. قلب ينزف

تطاردهم الصور: جدار مائل، سرير محترق، دمية مبتورة اليد، وصرخة طفل نُقل دون أن يعرف إلى أين.. لكنهم رغم ذلك يمشون، يتقاسمون الرغيف والألم، ويرسمون على أطراف الخيام دعاءً لا يسمعه أحد، سوى الله.

وهناك، وسط الدخان المتصاعد، تقف غزة، ليست مجرد أرض، بل قلب ينزف، وصوت لا يريد أن يُخرس، كل حجر فيها يحفظ اسمًا، كل زقاق يشهد على غدرٍ ما، وكل نسمة هواء ممزوجة بنداء نجدة.

ليست القصة فقط عن بيوت تهدمت، بل عن أرواحٍ شُرّدت، وقلوبٍ علّقت آمالها على نافذة صغيرة، علّ القادم يحمل شيئًا من الحياة... أو على الأقل، بعض الهدوء.

غزة لا تموت، لكنها تبكي في صمت، وغزة لا تنهار، لكنها تنحني لالتقاط طفلٍ سقط وسط الركام، وغزة لا تهاجر، بل تنزف وهي واقفة.

أخبار ذات الصلة