مبكية ومؤثرة.. وصية أنس الشريف تشعل مواقع التواصل بعد ارتقائه

- أنس الشريف:"كان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان"
- أنس الشريف:" أوصيكم بفلسطين.. درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم"
أثارت وصية الصحافي الفلسطيني أنس الشريف، التي نُشرت بعد استشهاده في قصف استهدف خيمته قرب مجمع الشفاء الطبي في غزة، موجة واسعة من الحزن والتأثر على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً : ارتقاء بطلة فيلم مشارك بـ"مهرجان كان" بغــارة على القطاع
وصية أنس الشريف كانت كرسالة إلى العالم بعد أن كان صوتا صارخا للعالم، لما ينقله من أحداث في القطاع، فلم تثنه الصواريخ والقنابل، بل زاده عزيمة وإرادة على وقع تعاظم الأحداث التي زادت من وطأة المعاناة، فهدمت ما
كان مبنيا، وقلبت الأمور رأسا على عقب.
وجاء في وصية أنس الشريف:
"هذه وصيتي، ورسالتي الأخيرة.. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سنداً وصوتاً لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في
أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة 'المجدل'، لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد
مراراً".
"أوصيكم بفلسطين"
وتابع في وصيته:" ورغم ذلك لم أتوانَ يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهداً على مَن سكتوا ومَن قبلوا بقتلنا، ومَن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشـــلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكناً ولم
يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف العام. أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم".
وبحزن وألم، أردف:"أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العمر ليحلموا ويعيشوا في أمان وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم
على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسوراً نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة".
رحيل مخلفا روحه الباقية على ذكراه
ولم يغفل أنس الشريف أهله أسرته، إذ كتب متمما لوصيته: "أوصيكم بأهلي وأسرتي: قُرّة عيني ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عوناً
ورفيقَ دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح
بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان".