صور من داخل منزل أيقونة الجمال المصري داليدا في فرنسا
عادة ما تتميز حياة الفنانين و المشاهير بالتجديد المستمر الذي لطالما عكس و كشف عن الكثير من التفاصيل الخاصة بنمط حياتهم، وكذلك عادة ما تشهد منازل المشاهير تفاصيل عاشوها طوال حياتهم.
“داليدا” أيقونة للابداع في أسلوب حياتها قبل و بعد مماتها، حيث تحول منزلها بعد وفاتها لمتحف في فرنسا يشهد العديد من الحكايات الخاصة بها والأسرار التي تحملها أروقته منذ انتحارها عام 1987 في عامها الـ54، هذه الأسرار التي لم يتعمق بتفاصيلها الكثيرون باستثناء من سعى لتجسيد قصة حياتها مثل الفنانة بشرى التي تداول ناشطون أنباء عن استعداداتها لتقديم عمل فني عن حياتها.
بعد فوز “داليدا” بمسابقة ملكة جمال مصر عام 1954 انتقلت إلى فرنسا وبدأت حياتها الفنية هناك، حيث استقلت قصراً خاص بها أنذاك و كان روتينها يتضمن تناول الطعام في المطعم الإيطالي المجاور لبيتها فى جراتسيانو ، بجوار مولان، والتعامل مع المتاجر في شارع ليبيك.
يتواجد قصر “داليدا” في شارع دور شامب الضيق، بقلب مدينة مونمارتر في العاصمة الفرنسية باريس، وبمجرد سؤالك عن مكانه يدلك الجميع عليه، حيث يطلق عليها اسم "سانت داليدا" حيث عاشت ودفنت في مقبرة مونتمارتر.
بمجرد أن تطأ قدماك هذا الممر الضيق بشارع "دورشامب"ستلمح على امتداد نظرك شكل القصر، وسيخبرك تمثال داليدا النصفي لها وهى ترتدى فستان كاب، أنك بالفعل وصلت للمكان المنشود.
وبمجرد وصولك للمنزل رقم" 15" سستقرأ اللافتة التى علقت وكتب عليها مكان داليدا ، وقتها فقط ستعرف أنك فى المكان الذى حمل أجمل ذكرياتها واسراراها وحياته الشخصية ، حيث كان المكان الذى يمكنها فيها أن تحيا بطبيعتها تضحك وتبكى وتقرأ وتحب وتأكل وتستحم وتمارس رياضاتها المفضلة.
بمجرد اجتيازك بوابة الدخول ستتذكر تلك اللحظة التى جمعتها بريتشارد تشانفراي في ميلانو في إيطاليا عام 1975، واستمرت حياتهما لفترة طويلة سويا يقتسمون فيها كل الأشياء الحلوة والمرة.
لطالما ظهرت داليدا مع ريتشارد سوياً، وعادة ما ينزلان سوياً لشراء مستلزماتهم من المتاجر المحيطة بالمنزل، ودراجات السلم التى كان ينتظرها المصورون بمجرد خروجها لفعل أى شىء ويلتقطون لها صورا عليها.
كان لداليدا طقوسا خاصة جدا تمارسها فى منزلها ، حيث كانت تعشق اعداد الطعام بنفسها لها ولكلبيها، وكان الاسترخاء على الأرض طقس هام عقب كل حمام ساخن ، داليدا من ديكور منزلها ستعرف أنها تعشق كل ماهو عربي ، مثل القماش المطرز بالرسوم التراثية العربية.
المنزل يتألف من طابقين الأول يضم مكتبها وغرفة الاستقبال ، والمطبخ وقاعة الاحتفالات والثانى كان مملكة داليدا ، كانت أحياناً حين يؤرقها النوم تقوم للعب فى الردهة المقابلة لغرفتها أمام سلم الصعود.
يضم القصر العديد من المقتنيات الخاصة بداليدا من ملابسها المسرحية ما بين فترة الستينات إلى الثمانينيات، إلى جانب تشكيلة من الملابس التي صممها لها مصممين عالمين من مصممي الأزياء، مثل إيف سان لوران أو أزارو أو بالمان، حيث عملوا جاهدين لجعل ملابس داليدا الأكثر تميزاً بين نظيراتها في قاعات الديسكو في فرنسا.
يذكر أن داليدا تمكنت من امتصاص عبق الحياة العصرية في الأحياء المصرية القديمة حيث استقر والديها ذوي الجذور الإيطالية، حيث ولدت في شبرا و اكتسبت من معاشرتها للمصريين خفة الدم والشقاوة والإبداع، اسمها الحقيقى يولاندا كريستينا جيجليوتي، وتمكنت على مدار أكثر من 30 عاما أن تحتل المرتبة الأكبر بين مطربين العالم ، باعت خلالها أكثر من 170 مليون ألبوم بكل لغات العالم" العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية".