حين تربّت الشمس على أكتاف غــزة

Trending|02/07/25
حين تربّت الشمس على أكتاف غــزة
غروب الشمس خلف مبانٍ مدمّرة في غزة
  • القطاع نور من الصبر رغم طلامه القاسي
  • سياسة تل أبيب لا تثني إرادة شعب لا يُقهر

في كل مساء، حين تميل الشمس نحو الغروب، تفتح ذراعيها على امتداد الأفق لتعانق غزة، لا جدران الفصل، ولا ركام البيوت، ولا صمت العالم، يستطيع أن يحجب عنها هذا النور الحنون.

اقرأ أيضاً : على حافة الحياة... شعب يكتب مأساته من تحت الأنقاض

الشمس، كأنها أمٌ حزينة تعرف وجع أطفال القطاع، تعود كل يوم لتربّت على أكتاف المدينة المتعبة، وتهمس في أذنها: "أنا هنا، لن أترككِ وحدكِ".

تحت الركام... تنبت الحياة

غــزة، المدينة التي تأبى أن تموت، تستقبل ضوء الشمس كرسالة أمل في وسط كل هذا الخراب، رغم الحصار والدمار، والأنين الذي لا يغيب، تفتح نوافذها المهشّمة للدفء القادم من السماء.

كم من مرة غابت الكهرباء، انقطعت المياه، وتاه الدواء، لكن لم تغب الشمس عن تلك الأزقة الضيقة، تسير فوق الركام وتضيء العتمة.

سياسة النار والجدران

سياسة تل أبيب تحاصر غزة من كل الجهات: تجوّعها، تقيّد حركتها، وتستهدف أحلامها الصغيرة. تُقصف المدارس كما تُقصف البيوت، ويُمنع المرضى من السفر للعلاج. لا شيء في هذه المدينة يجري كما في المدن الأخرى، سوى

شروق الشمس وغروبها... مع كل فجر جديد، ينهض الناس رغم الخوف، يتنفسون الألم، ويواصلون حياتهم، كأنهم اعتادوا الوقوف على خط النار.

الأطفال... عيونهم مرآة الشمس

في وجوه أطفال غزة انعكاس للشمس التي لا تخونهم. حين تنظر إلى أعينهم، ترى نورًا لا يُطفأ، على الرغم من صدى الطائرات فوق رؤوسهم، يلعبون بين الأنقاض، يركضون خلف طائرة ورقية، يرسمون الشمس على جدران

مخيّماتهم وكأنها الجسر الأخير بين الطفولة والعالم. هؤلاء الصغار لا يعرفون سوى أن الشمس تعود دائمًا، حتى لو تأخر العدل.

وعد الضوء... لا يُكسر

غزة التي تُحاصرها السياسات، لا تزال تؤمن بالضوء، وكأن الشمس نفسها تقف على الحدود كل مساء، تراقب صمت العالم وتخجل من عجزه. في حضنها، تُدفن لحظات البرد والخوف، ويولد الرجاء.

وحدها الشمس تعرف أن غزة لا تحتاج لشفقة، بل لعدالة، وحتى ذلك الحين، ستواصل كل يوم احتضانها، لأن غزة، برغم كل شيء، لا تزال تنبض بالحياة.

أخبار ذات الصلة