صورة واحدة من القطاع تكفي.. الأمعاء الخاوية حرب أخرى

- المجاعة في القطاع تخنق ما تبقى من الحياة
- تل أبيب تستبد بسياستها الهمجية وتستبيح ما ليس لها
في القطاع لا يُسمع صوت غير صدى الألم، ولا يُشمّ غير رائحة الجوع الممتزجة بالخوف. هنا، لا شيء يُشبه الحياة سوى أنفاس الأطفال الذين يخرجون مع خيوط الفجر الأولى، يسابقون الشمس بحثًا عن شيء يأكلونه، قطعة خبز
يابسة، أو بقايا طعام لا يسدّ الجوع لكنها على الأقل سلمت على الأمعاء الخاوية.
اقرأ أيضاً : طفل يحمل في نظرته صرخة جوع مكتومة
في هذا الركن المنسي من العالم، تبدو الطفولة وكأنها تهمة، وطلب الطعام جريمة، ترى طفلًا لا يتجاوز السابعة يحمل كيسًا فارغًا، يبحث بين القمامة عن شيء "صالح للبقاء"، بينما عيناه تقولان أكثر مما تحتمل القلوب من حزن.
خنق الحياة في القطاع
منهم من ينام على معدة خاوية، ومنهم من يبكي في حضن أمٍّ لا تملك سوى الصمت والدعاء، مٌّ تحاول أن تُخفي ضعفها أمام أطفالها، تبتسم رغم الجوع، وتروي لهم حكاية عن "غدٍ أفضل"، وهي تدرك أن الغد قد لا يأتي أبدًا.
كل هذا يحدث بينما تستمر سياسة تل أبيب الهمجية في خنق ما تبقى من الحياة في القطاع، تمنع الغذاء، تحاصر الدواء، وتغلق أبواب الأمل، الجوع هنا ليس مجرّد نقص في الطعام، بل سياسة مقصودة، ومجــزرة بطيئة.
الكارثة الإنسانية تتعاظم، والمشهد يكاد لا يُحتمل، أطفال نحيلون كالعِيدان، وجوه شاحبة، عيون تطلب الحياة ولا تجدها، الصور التي تخرج من هناك ليست فقط صادمة، بل مفجعة، تخترق الصمت الدولي، لكنها لا تحرك ساكنًا.
القطاع اليوم ليست مجرد بقعة على الخريطة.. إنها جرح مفتوح في ضمير البشرية.