"العبقري الأصيل".. الموت يغيب زياد الرحباني

- رحيل زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاما
- جود سعيد:"العبقري الأصيل.. ستبقى رمزاً للحرّ الحقيقي"
ؤفقدت الساحة الفنية والثقافية العربية السبت، أحد أكثر رموزها جرأة وتأثيرًا، برحيل الفنان والموسيقار اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض. غيابه لا يمثل فقدان شخص، بل انطفاء صوت استثنائي لطالما رفض المساومة، فنًا
وفكرًا.
اقرأ أيضاً : الموت يغيب المخرج سامح عبد العزيز
المخرج السوري جود سعيد كان من أوائل من نعى زياد الرحباني، بكلمات صادقة نشرها على حسابه في "إنستغرام" إلى جانب صور للراحل، وكتب:"لم يُهادِن لا في رأيه ولا في موسيقاه. العبقري الأصيل، ستبقى رمزاً للحرّ الحقيقي".
تفاعل المتابعون بكثافة مع المنشور، مستعيدين مسيرة نادرة لرجل شكّل بجرأته الفنية والسياسية حالة لا تتكرر.
نجل فيروز.. لكنه صاحب طريق مستقل
وُلد زياد في مطلع عام 1956، ونشأ في بيت فنيّ استثنائي، لكنه لم يكتفِ بأن يكون "ابن فيروز وعاصي"، بل شق مسارًا فنّيًا صداميًا وشجاعًا بعيدًا عن أي وصاية.
كانت انطلاقته الصاعقة حين لحّن "سألوني الناس" لوالدته في سن السابعة عشرة، لتبدأ معها رحلة التمرّد والتجريب.
مسرح زياد: مرايا ساخرة لوطن مكسور
تحوّل المسرح مع زياد إلى مساحة للبوح والتهكم والمعارضة. كتب وأخرج أعمالًا عكست هشاشة الواقع اللبناني والعربي بصراحة لاذعة، من أشهرها:
-
"بالنسبة لبكرا شو؟"
-
"فيلم أميركي طويل"
-
"نزل السرور"
-
"شي فاشل"
-
"بخصوص الكرامة والشعب العنيد" مزج في نصوصه بين النكتة المرّة والتحليل السياسي، فصار المسرح معه امتدادًا للشارع والغضب الشعبي.
موسيقى خارج القالب.. بين الجاز والمقامات
لم يكن زياد مجرد ملحّن، بل ثائر موسيقي دمج الجاز الغربي مع الروح الشرقية في توليفة لا مثيل لها. لحّن لفيروز أغانٍ غيّرت صورتها في أذهان الناس، مثل:
-
"عودك رنان"
-
"كيفك إنت"
-
"بلا ولا شي" كما غنّى بصوته أعمالاً صارت نشيدًا لقلق جيل بأكمله، منها:
-
"أنا مش كافر"
-
"راجعين يا هوا"
-
"إسمك بالسطور"
-
"إيه في أمل"
إرث ثقيل.. وغياب لا يُعوَّض
برحيل زياد الرحباني، لا تغيب فقط نغمة أو نكتة أو لحن، بل يغيب مشروع فكري وفني كامل. كان الفنان الذي قال "لا" عندما قال الجميع "نعم"، وكتب ألحانه بماء القلب والاحتجاج. ستظل أعماله حيّة، وستبقى ذكراه شاهدًا على زمن كانت فيه الحرية ممكنة،
على الأقل في الموسيقى.