غزة تحت النار.. نزوح موجع وأرواح تتحدى الحصار

- القطاع ينزف ألما جراء العدوان المتواصل
- مشاهد مؤلمة لا تزال تسيطر على المشهد
في قلب غزة، حيث يتقاطع صوت القصف مع أنين الأطفال، يخرج النازحون في مشهد يختصر كل معاني الألم الإنساني. عائلات بأكملها تسير على الطرقات المدمرة، تحمل ما تبقى من ذكرياتها في حقائب صغيرة، بينما تتعالى صيحات الفقد والفراق. الأطفال
يمسكون بأيادٍ مرتجفة، يبحثون عن الأمان في عيون آبائهم، لكن العيون نفسها تفيض خوفًا وحيرة من مستقبل مجهول.
اقرأ أيضاً : رحل وبقي صوته.. عبد الله أبو زرقة يهز ضمير العالم من قبره - فيديو
وسط هذا النزوح القاسي، يزداد الحصار إحكامًا، فيمنع الغذاء والدواء عن الوصول إلى آلاف الجياع. يقف الناس في طوابير طويلة بانتظار رغيف خبز أو شربة ماء، فيما تصارع الأمهات من أجل إطعام أطفالهن ولو بلقمة يابسة. مشاهد الأطفال الهزلى ووجوه
الشيوخ المنهكة تكشف حجم المعاناة التي تتجاوز حدود الاحتمال، وتجعل من أبسط الحقوق الإنسانية حلمًا بعيد المنال.
جراح لا تلتئم
ولا يقتصر الألم على الجوع والعطش، بل يمتد إلى جراح الفقدان التي لا تلتئم. كل نازح يحمل في قلبه قصة فقدان: أم تبكي طفلها المدفون تحت الركام، وأب يحدق في صورة عائلته التي لم يبق منها سوى الرماد. في كل بيت حكاية مأساة، وفي كل زاوية شهيد أو
مفقود أو جريح، لتصبح غزة لوحة من الحزن تعجز الكلمات عن وصفها.
لكن رغم قسوة المشهد، تبقى هناك ومضات من صمود تفطر القلوب بقدر ما تثير الإعجاب. يتقاسم الناس لقيمات الخبز، ويتسابقون لمداواة جراح بعضهم البعض بما تيسر من دواء أو دعاء. وسط الخراب، ترى أطفالًا يحاولون الضحك رغم الدموع، وكأنهم يعلنون
للعالم أن الحياة لا تزال ممكنة رغم الموت الذي يحيط بهم من كل جانب.
إن النزوح في غزة ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل رحلة عذاب يومية تختبر إنسانيتنا جميعًا. إنه نداء صامت يصرخ في وجوه العالم: كفى حصارًا وكفى ألمًا. مشهد النزوح هناك ليس خبرًا عابرًا، بل جرحًا مفتوحًا في ضمير الإنسانية، يذكرنا بأن خلف
كل صورة طفل جائع أو أم تبكي هناك قصة حياة تستحق أن تُروى وأن تُحيا بكرامة.