من مرسيليا إلى غــزة.. رحلة إنسانية تتحــدى الحصار

Trending|01/09/25
من مرسيليا إلى غــزة.. رحلة إنسانية تتحــدى الحصار
متضامنون من مختلف الجنسيات يجتمعون في ميناء مرسيليا للتوجه إلى غزة
  • مئات المتضامنون اجتمعوا من مختلف الجنسيات لرفع الحصار عن القطاع المتألم
  • "مشهد إنساني بامتياز.. المتضامنون يعبّرون عن إيمانهم بالقضية الفلسطينية"

في ميناء مرسيليا اجتمع المئات من المتضامنين من مختلف الجنسيات، يحملون الأعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات التي تدعو إلى رفع الحصار عن غزة.

اقرأ أيضاً : من اللعب إلى الطوابير.. يوميات قاسية لأطفـال غـزة المحاصرين

كان المشهد إنسانيًا بامتياز، حيث تمازجت مشاعر الغضب من الظلم مع الأمل في إيصال رسالة دعم قوية لأهالي القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة، الأطفال، النساء، والشيوخ وقفوا جنبًا إلى جنب تعبيرًا عن إيمانهم بعدالة القضية وحق الغزيين في الحياة الكريمة.

مواجهة سياسة تل أبيب

وسط هذه الأجواء، أبحر قارب شراعي صغير تابع لحركة "ألف مادلين إلى غزة"، محملاً بالمساعدات الإنسانية التي تبرع بها أفراد وجمعيات مدنية من أوروبا… القارب بدا رمزًا للإصرار أكثر منه وسيلة نقل، فهو لا يواجه البحر وحسب، بل يواجه سياسة حصار

ممتدة أنهكت سكان غزة وأثقلت حياتهم. كل صندوق وُضع على متنه كان يحمل رسالة تضامن وحب، قبل أن يحمل مواد غذائية أو طبية.

كسر جدار الصمت

المتضامنون أكدوا أن تحركهم ليس مجرد مبادرة رمزية، بل خطوة عملية لكسر جدار الصمت الدولي. كثير منهم تحدثوا عن ضرورة أن يتجاوز العالم مشاعر التعاطف إلى أفعال ملموسة، معتبرين أن الإنسانية تفرض عليهم الوقوف مع من يُحاصرون ويُحرمون من

أبسط حقوقهم. مرسيليا في ذلك اليوم لم تكن مجرد مدينة ساحلية فرنسية، بل تحولت إلى منصة لرفع صوت غزة إلى العالم أجمع.

الحضور الواسع كشف عن قوة الروابط الإنسانية التي تتجاوز الحدود، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لهؤلاء لم تعد شأنًا سياسيًا بحتًا، بل مسؤولية إنسانية تفرض على كل من يؤمن بالحرية والعدالة أن يتحرك. المتظاهرون أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن أصواتهم،

مهما بدت صغيرة، قادرة على إحداث صدى في الضمير العالمي.

في النهاية، لم يكن الإبحار مجرد بداية رحلة بحرية، بل بداية رسالة جديدة تنطلق من مرسيليا باتجاه غزة، مفادها أن الحصار مهما طال فلن يتمكن من كسر عزيمة الشعوب الحرة. فالأمل الذي يحمله قارب صغير في عرض البحر قد يكون أثقل وأقوى من جدران

الحصار، لأنه مدفوع بقلوب مؤمنة بإنسانية مشتركة لا تعرف الحدود.