المجاعة والحرارة والقصف.. ثلاثية الألم في مشهد واحد

Trending|20/09/25
المجاعة والحرارة والقصف.. ثلاثية الألم في مشهد واحد
مسنة فلسطينية تحمل وعاء طعام حصلت ععليه من إحدى نقاط التوزيع في غزة
  • الغزيون يبحثون عن بصيص أمل وكسرة خبز في ذروة الكارثة الإنسانية
  • تل أبيب تواصل القصف على وقع مرارة مبكية ومجاعة قالسية

بين الركام ووسط ضجيج القصف المتواصل، تسير امرأة مسنّة بخطوات واهنة تحمل على كتفها وعاءً صغيرًا للطعام، وكأنها تحمل أثقال العالم بأسره. تجاعيد وجهها المحترق بحرارة الشمس تحكي حكاية عمر طويل من الصبر، لكنها اليوم تروي وجعًا مختلفًا؛ وجع الجوع الذي نخر عظامها حتى

صار جسدها الهزيل مرآة لمأساة لا تنتهي.

اقرأ أيضاً : صورة تبكي الضمير.. مسن يحاور البحر في غزة بجسد مثقل بالآلام

المجاعة التي خنقت المكان جعلت من لقمة الخبز كنزًا ثمينًا، والوعاء الذي تحمله المسنّة بدا وكأنه انتصار صغير على قسوة الأيام.

في عينيها دمعة محتبسة، تختلط بملح العرق الناتج عن حرارة الطقس القاسية، بينما تحاول أن تخفي ارتجاف يديها وهي تتمسك بما تبقى من قوت قد ينقذها من الهلاك.

خيط يربطها بالحياة

ورغم وهنها، لم تلتفت المسنّة إلى الطائرات التي تجوب السماء ولا إلى أصوات الانفجارات التي تقترب منها بين حين وآخر، فكل تركيزها كان منصبًا على حماية هذا الوعاء، كأنها تحرس آخر خيط يربطها بالحياة، مدركة أن أي لحظة غفلة قد تُسقط ما تبقى

لها من أمل.

في طريقها، يراقبها الأطفال بعينين جائعتين، يتمنون لو أن لديهم شيئًا مماثلًا ليحملوه، فتشعر هي بثقل أكبر على قلبها، إذ تدرك أن الجوع ليس جوعها وحدها، بل جوع جيل كامل ينمو على الخوف والحرمان. ومع ذلك، يظل صمتها أبلغ من كل الكلمات، وكأنها ا

ختارت أن تُترجم ألمها بالفعل لا بالحديث.

ذلك المشهد المؤثر، لامرأة مسنّة بين لهيب المجاعة وحرارة الطقس والقصف المتواصل، يلخص صورة الإنسانية حين تُدفع إلى أقسى حدودها. صورة تضع العالم أمام سؤال كبير: كيف يُترك البشر ليصارعوا الجوع والموت معًا، فيما تُحمل الحياة في وعاء

هش، على كتف امرأة أرهقها الزمن؟