حلم تتويج "النشامى": الأردن يدخل كأس العرب بثقة مونديالية

رياضة|2025/10/22
حلم تتويج "النشامى": الأردن يدخل كأس العرب بثقة مونديالية
النشامى يحتفلون بهدف سابق
  • المكانة المرموقة تضع على عاتق "النشامى" حلماً كبيراً بالتتويج بلقب كأس العرب

في أقل من أربعين يوماً، تتجه أنظار الجماهير العربية إلى العاصمة القطرية الدوحة، التي تستعد لاستضافة النسخة الجديدة من بطولة كأس العرب للمنتخبات الوطنية، في تكرار لنجاح استضافتها للنسخة الماضية.

اقرأ أيضاً: إنتر ميلان يكتسح يونيون سان جيلواز في دوري الأبطال

هذه البطولة، التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لا تمثل مجرد تجمع رياضي، بل محطة إعدادية مصيرية واختبار حقيقي للعديد من المنتخبات، وفي مقدمتها المنتخب الأردني "النشامى".

النشامى: من وصافة آسيا إلى بوابة المونديال

يدخل المنتخب الأردني هذه النسخة حاملاً معه لقباً معنوياً غير مسبوق؛ وصافة بطل قارة آسيا في الإنجاز التاريخي الذي حققه مطلع العام الحالي، والأهم من ذلك، كونه أول المنتخبات العربية المتأهلة بالفعل إلى النسخة المقبلة من كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

هذه المكانة المرموقة تضع على عاتق "النشامى" حلماً كبيراً بالتتويج بلقب كأس العرب، ليكون تتويجاً منطقياً لمسيرة التطور والقفزات النوعية التي حققها في السنوات القليلة الماضية.

المنتخب، بقيادة المدرب المغربي القدير جمال السلامي، يرى في هذه البطولة واحدة من أهم المحطات الإعدادية والاختبارات الحقيقية قبل السفر إلى المونديال.

ومع أن البطولة ليست في "أيام الفيفا" الرسمية (النسخة تقام في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول)، إلا أن الاحتكاك القوي واللعب تحت الضغط في أجواء مشابهة لكأس العالم يشكلان مكسباً لا يُقدر بثمن للجهاز الفني واللاعبين.

المجموعة النارية: تحدي التكرار مع مصر

وضعت القرعة "النشامى" في المجموعة الثالثة النارية، إلى جانب منتخبين عربيين عملاقين هما مصر والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المتأهل من مباراة الملحق بين الكويت وموريتانيا.

هذه المجموعة تبدو صعبة للغاية، ومن المتوقع أن تشهد منافسة شرسة على بطاقتي العبور إلى الدور ربع النهائي.

مباراة المنتخب الأردني مع "الفراعنة" تحمل أهمية خاصة، إذ تُعد نسخة مكررة من مواجهة الدور ربع النهائي في البطولة الماضية (كأس العرب 2021)، والتي كانت بحق بمثابة بوابة لبروز الجيل الحالي للكرة الأردنية، حيث قدم فيها المنتخب أداءً بطولياً رغم الخسارة في الأوقات الإضافية.

هذه المرة، يسعى "النشامى" لرد الاعتبار وتأكيد تفوقه الحالي على الصعيد القاري والدولي.

ورغم إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم عن مشاركته بالمنتخب الثاني، فإن المباراة تظل اختباراً لعمق التشكيلة الأردنية وقدرتها على التعامل مع مدارس كروية مختلفة، أما مواجهة الإمارات، فهي لقاء خليجي-آسيوي تقليدي، سيضيف المزيد من الإثارة إلى المجموعة.

كوكبة النجوم وغياب المؤثرين: عمق التشكيلة تحت الاختبار

يواجه المنتخب الأردني تحدياً مزدوجاً في هذه البطولة. فبالرغم من امتلاكه كوكبة مثالية من أبرز الأسماء العربية، والتي تشمل النجوم البارزين مثل المهاجم المتألق علي علوان، والمهاجم الواعد يزن النعيمات، والمدافع الصلب يزن العرب، فإن الفريق سيضطر لخوض المنافسات دون عدد من نجومه المحترفين والمؤثرين.

تأكد غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب التزاماتهم مع أنديتهم الأوروبية والخليجية، وعلى رأسهم نجم مونبلييه الفرنسي موسى التعمري، بالإضافة إلى لاعبين مؤثرين آخرين مثل إبراهيم صبرة، ومحمد أبو النادي، ونور الدين الروابدة.

هذا الغياب سيضع المدرب جمال السلامي أمام اختبار حقيقي لعمق تشكيلته وقدرته على تدوير اللاعبين وإشراك الوجوه الشابة أو اللاعبين الذين لم يحصلوا على فرصة كافية مؤخراً.

المدرب السلامي سيستغل هذه الفرصة لتجربة تكتيكات جديدة وتقييم جاهزية اللاعبين البدلاء تحسباً لأي ظروف قد تطرأ في المونديال، وبالتالي، فإن كأس العرب ستكون منصة لنجوم جدد ليثبتوا وجودهم ويكونوا جزءاً من التاريخ الكروي القادم للمنتخب.

الدوحة.. استضافة وذكرى وتطلعات

تقام البطولة في قطر في الفترة ما بين 1 و18 ديسمبر المقبل، وتستضيفها ملاعب مونديال 2022 الشهيرة، مما يوفر للاعبين أجواء احترافية مثالية.

يترقب الشارع الرياضي الأردني البطولة بأمل كبير، متسائلين: هل يكون الأردنيون على موعد مع فرح جديد وإنجاز قاري غير مسبوق؟ التحديات كبيرة، والمجموعة صعبة، والغيابات مؤثرة، لكن ثقة "النشامى" المستمدة من إنجاز آسيا وبطاقة المونديال تجعلهم رقماً صعباً ومرشحاً قوياً للذهاب بعيداً في هذه النسخة.

الأداء القوي في الدوحة سيكون بمثابة إعلان جاهزية كاملة للعرس العالمي الكبير في عام 2026.