مداد الأمل في دفاتر الحـرب.. أطفال غزة يخطّون بداية النور - صور

Trending|27/10/25
مداد الأمل في دفاتر الحـرب.. أطفال غزة يخطّون بداية النور - صور
أطفال يجلسون على الأرض ويتلقون تدريسهم في إحدى االغرف الصفية في مخيم النصيرات
  • صناعة المستقبل بأمل عنوان غزة الشامخة
  • الغزيون يستنهضون الهمم على وقع الدمار والفقدان

في قلب الدمار الذي خلّفته الحرب، وبين أنقاض المدارس والمنازل التي كانت تعج بالحياة، تقف غزة اليوم شامخة رغم الجراح. فالمشهد الذي تراه في مخيم النصيرات وغيره من أحياء القطاع ليس مجرد ركام، بل هو شهادة على صمود شعب يأبى الانكسار، بين الجدران

المهدّمة والأزقة الضيقة، تعود الحياة ببطء، حاملةً معها أملاً يرفض الموت.

اقرأ أيضاً : في غزة… لا تنكسر الطفولة بل تُعيد تعريف الصمود

في أحد الصفوف التي أُعيد فتحها حديثاً، يجلس طلاب صغار يستمعون إلى معلمهم، يحاولون استعادة إيقاع الحياة الذي سرقته الحرب.

هؤلاء الأطفال، رغم ما مرّوا به من خوف وفقدان، يحملون في عيونهم بريقاً يعاند اليأس. فكل حرف يتعلمونه اليوم هو لبنة في بناء مستقبل أفضل، وكل ابتسامة تُرسم على وجوههم هي مقاومة بصمت.

تقول تقارير الأمم المتحدة إن نظام التعليم في غزة تعرض لانهيار شبه كامل بعد عامين من القصف المتواصل، لكن الأهالي لم يستسلموا. فقد تحولت المساجد والخيام والمنازل المؤقتة إلى قاعات تدريس، وارتفعت أصوات المعلمين تملأ الفضاء بالدروس والقصص والآمال. هناك

إصرار جماعي على أن تبقى المعرفة بوابة النجاة الوحيدة أمام جيلٍ كاد أن يُنسى.

ابتسامة رغم الألم

ورغم الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، فإن غزة تبرهن مجدداً أن الحياة أقوى من الموت، فالأطفال الذين يتجولون بين الأنقاض اليوم، ربما يصبحون غداً مهندسين ومعلمين يعيدون بناء ما تهدّم. فكل حجر يُرفع، وكل جدار يُرمم، هو فعل مقاومة يعلن أن هذا الشعب لن

يُمحى من الذاكرة ولا من الأرض.

إنها غزة، المدينة التي تعرف كيف تبكي بصمت ثم تبتسم رغم الألم. تنهض من تحت الرماد، تلمّ شتات روحها وتواصل السير بخطى واثقة نحو الغد. وبين صرخة طفلٍ يبحث عن مدرسته، ودمعة أمّ تودع ابنها الشهيد، يولد الأمل من جديد، أقوى من الدمار وأصدق من كل

وعود العالم.