إصابتان تربكان ريال مدريد.. فالفيردي وكورتوا يثيران القلق

- يُعاني ريال مدريد في الأسابيع الأخيرة من تراكم الإصابات، حيث يفتقد الفريق خدمات أكثر من خمسة لاعبين أساسيين
تعيش جماهير ريال مدريد حالة من القلق بعد نهاية مباراة الفريق أمام رايو فايكانو بالتعادل السلبي في الجولة الثانية عشرة من الدوري الإسباني، إذ شهدت المواجهة خروج كل من فيديريكو فالفيردي وتيبو كورتوا متأثرين بإصابات عضلية، مما أثار المخاوف داخل أروقة النادي الملكي قبل فترة التوقف الدولي.
كورتوا يعاني من شد عضلي جديد
ذكرت صحيفة ماركا الإسبانية أن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا شعر بانزعاج عضلي في الفخذ الأيمن خلال الدقائق الأخيرة من المباراة، ليُستبدل احترازيًا قبل نهاية اللقاء. وأوضحت الصحيفة أن الجهاز الطبي في ريال مدريد قرر إجراء فحوص طبية عاجلة للاعب في المدينة الرياضية “فالديبيباس” لتحديد طبيعة الإصابة ومدى خطورتها، خصوصًا أن كورتوا عاد مؤخرًا فقط من إصابة طويلة في الرباط الصليبي أبعدته لأشهر عن الملاعب.
القلق هذه المرة مضاعف، لأن النادي يدرك حساسية مركز حراسة المرمى، خصوصًا بعد أن استعان بالحارس الأوكراني أندري لونين في معظم فترات الموسم الماضي، قبل أن يعود كورتوا تدريجيًا إلى التشكيل الأساسي.
بحسب التقارير الأولية، فإن الإصابة تبدو طفيفة وقد تحتاج إلى راحة قصيرة تمتد من أسبوع إلى عشرة أيام، إلا أن القرار النهائي سيُتخذ بعد خضوع اللاعب للفحوص التصويرية يوم الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: الدوري الأردني لن يستأنف قبل يناير.. والموسم الحالي “استثنائي”
فالفيردي.. إصابة معقدة وقلق من الغياب الدولي
أما بالنسبة للنجم الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي، فقد كانت حالته أكثر قلقًا. فوفقًا لتقرير ماركا، عانى اللاعب من إجهاد عضلي قوي في العضلة الخلفية للفخذ خلال الشوط الثاني من المباراة، ما اضطره إلى مغادرة الملعب وهو يمسك ساقه اليمنى بتعب واضح.
وتشير التقديرات الطبية الأولية إلى أن فالفيردي قد يحتاج إلى فترة راحة أطول من زميله كورتوا، وربما يغيب عن مباراتي منتخب أوروغواي الوديتين أمام المكسيك والولايات المتحدة الأميركية خلال فترة التوقف الدولي القادمة.
وكان فالفيردي قد اشتكى من مشاكل عضلية خفيفة خلال مباراة ليفربول في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، لكن الجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو قرر إشراكه أمام رايو فايكانو لعدم وجود بدائل جاهزة في خط الوسط، خاصة مع غياب الفرنسي أوريلين تشواميني للإصابة.
رقم تاريخي رغم الإصابة
ورغم هذه الأخبار المقلقة، شهدت المباراة حدثًا مميزًا للنجم الأوروغوياني، إذ وصل فالفيردي إلى المباراة رقم 338 بقميص ريال مدريد، ليصبح الأكثر تمثيلًا للنادي بين لاعبي أوروغواي في التاريخ، متجاوزًا الأسطورة خوسيه إيميليو سانتاماريا الذي لعب في الخمسينيات والستينيات.
بهذا الرقم، يرسخ فالفيردي مكانته كأحد أبرز اللاعبين اللاتينيين في تاريخ ريال مدريد، بعد سنوات من الأداء الثابت والالتزام الكبير داخل وخارج الملعب. ويعد أحد الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق منذ انضمامه إلى الفريق الأول موسم 2018-2019.
ريال مدريد بين الإصابات والضغط
ويُعاني ريال مدريد في الأسابيع الأخيرة من تراكم الإصابات، حيث يفتقد الفريق خدمات أكثر من خمسة لاعبين أساسيين، أبرزهم تشواميني، داني كارفاخال، وفينيسيوس جونيور، الذين يعانون من مشاكل عضلية متفاوتة.
المدرب تشابي ألونسو عبّر بعد المباراة عن قلقه من الإرهاق البدني الذي يضرب الفريق، قائلاً في المؤتمر الصحفي:
“اللعب كل ثلاثة أيام مع هذا العدد من الإصابات أمر صعب جدًا. علينا إدارة المجهود بحذر شديد قبل فترة التوقف الدولي.”وأضاف أن الجهاز الفني سيمنح اللاعبين راحة تمتد لعدة أيام، بينما سيخضع المصابون لبرنامج علاجي مكثف في مقر النادي لتسريع عملية التعافي قبل عودة المنافسات منتصف نوفمبر.
التعادل السلبي يزيد الضغط
التعادل أمام رايو فايكانو حرَم ريال مدريد من توسيع الفارق في صدارة جدول ترتيب الدوري الإسباني، إذ رفع الفريق رصيده إلى 31 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن برشلونة وأتلتيكو مدريد اللذين يطاردانه بقوة في المراكز المتقدمة.
ورغم الأداء المتماسك دفاعيًا، فإن الفريق الملكي افتقد الفعالية الهجومية المعتادة، خصوصًا مع غياب فينيسيوس وكثرة التبديلات في خط الوسط.
القلق يمتد إلى المنتخبين البلجيكي والأوروغوياني
إصابة كورتوا تُربك أيضًا حسابات منتخب بلجيكا، الذي يعتمد عليه كحارس أساسي خلال الاستعدادات لتصفيات كأس العالم، بينما يخشى مدرب أوروغواي مارسيلو بيلسا من فقدان فالفيردي في فترة حساسة من التحضيرات.
ومن المتوقع أن يصدر ريال مدريد بيانًا رسميًا خلال الساعات المقبلة لتوضيح الحالة الطبية لكل من اللاعبين، ومدى حاجتهما للراحة أو العلاج المكثف قبل استئناف المنافسات بعد التوقف الدولي.
خلاصة
إصابتان جديدتان في صفوف ريال مدريد تفتحان الباب أمام تساؤلات عديدة حول الجاهزية البدنية للفريق، ومدى قدرة ألونسو على إدارة ضغط المباريات وسط ازدحام جدول الموسم. وبينما يترقب المشجعون نتائج الفحوص الطبية بفارغ الصبر، يبقى الأمل أن تكون الإصابات طفيفة لا تهدد استمرار اثنين من أهم أعمدة النادي الملكي في صراعه على الألقاب المحلية والأوروبية.
