في المواصي... امرأة من خان يونس تروي صمت النزوح بوجع الذكريات

Trending|04/06/25
في المواصي... امرأة من خان يونس تروي صمت النزوح بوجع الذكريات
فلسطينية على كرسي متحرك أثناء نزوحها إلى المواصي
  • النزوح سيد الموقف في القطاع مع استمرار وحشية تل أبيب
  • القطاع رهين الجوع على وقع تعاظم الكارثة الإنسانية

على أطراف المواصي، جنوب القطاع، تجلس على كرسيٍّ متحرّك، عجلاته نصف غارقة في الرمل، لا تبارح مكانها كما لا تبارحها الذكريات.

اقرأ أيضاً : وثيقة بقاء .. صحن الأمل في يد طفل غزي جائــع

من بين النازحين من خان يونس، جاءت تسوق العمر المتعب خلفها، تضع وشاحًا خفيفًا من قماش الشمس فوق رأسها، كأنها تستر ما تبقّى من حلم، أو تحجب عن نفسها وهج الحقيقة.

وجهها ليس مجرد ملامح، بل خريطة لسنوات مضت بين الزيتون والتراب والماء... سنوات كان فيها البيت بيتًا، والخبز يكفي، والصباح يبدأ برائحة البن لا بصوت القذائف.

الآن، كل شيء تغير،الجوع لم يعد إحساسًا طارئًا، بل رفيقًا دائمًا، ينهش صبرها كما تنهش النار جذوع الأشجار.

العطش يبس الكلمات في حلقها، والمرض يتسلل ببطء إلى أعضائها، كأنه يعرف أنها لا تملك ترف الهروب.

وعد قديم

تحدّق في السماء كأنها تسألها عن وعدٍ قديم، عن سلام ضاع في زحام النزوح، عن بيتها الذي تركته خلفها دون وداع، عن جدارٍ كانت تسند ظهرها إليه، صار الآن أطلالًا في ذاكرتها.

لا تبكي يا سيدتي، فدمعك جف منذ الخيمة الأولى، منذ الوداع الأول، منذ أول طفلٍ نام على حجرها جائعًا ولم يصحُ.

في قلبها، ما زال هناك شيء يشبه الأمل. لا تصفه، لا تسميه، فقط تحفظه... كما تحفظ أسماء أبنائها، وألوان الأبواب، ورائحة المساء في خان يونس قبل أن يُغتَرب المكان.

على الكرسي المتحرك، لا تتنقل… لكنها تسافر، كل لحظة، إلى زمنٍ كان فيه كل شيء بسيطًا، دافئًا، وكاملاً.

أخبار ذات الصلة