صرخة النجاة.. خطوات مرتجفة تحت سماء مشتعلة

Trending|05/07/25
صرخة النجاة.. خطوات مرتجفة تحت سماء مشتعلة
فلسطينية تهرب بابنتها إثر القصف المتواصل في القطاع
  • القطاع رسالة قوية إلى العالم عنوان وطن صامد
  • أهالي القطاع نور من إرادة وسط ظلام دامس

في أحد الأزقة الضيقة لمدينة غزية مدمّرة، كانت أم تركض حافية القدمين، تمسك بيد طفلتها الصغــيرة التي بالكاد تستطيع مجاراة خطواتها.

اقرأ أيضاً : مدارس غابت وأحلام بقيت.. غــزة تقاوم بقلوب صغارها

كانت الأنفاس تتلاحق، والغبار يملأ الهواء، والدخان يحجب السماء، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا في هذا المشهد: خوف يشق الوجوه ويثقل الأرواح، ويدان صغيرتان تتشبثان ببعضهما وكأن الفراق موت لا يُحتمل.

ركضتا بلا اتجاه، تتعثران بالحجارة وبقايا البيوت المهدّمة، والدموع على وجه الطفلة تنساب دون أن تبكي، كأنها لم تعد تعرف الفرق بين الخوف والحزن. الأم تنظر خلفها باستمرار، ليس بحثًا عن مأوى، بل بحثًا عن حياة، عن

مساحة آمنة لم تعد موجودة. كانت تهمس باسم صغيرتها كل بضع خطوات، تحثّها على الاستمرار، بينما العالم ينهار حولهما.

لم يكن في هذا المشهد بطولات، ولا حديث عن صمود، فقط نجاة غريزية، وغريزة أمّ تحاول انتزاع طفلتها من بين أنياب الموت. مظهرهما كان مفجعًا، ثياب ممزقة، وجوه مغبرة، أقدام دامية، لكن الأشدّ إيلامًا هو النظرة في عيني

الطفلة؛ نظرة لا يفترض أن يحملها وجه بهذا الصغر.

هروب من موت محقق

في لحظة ما، توقفت الأم فجأة، جثت على ركبتيها، واحتضنت الطفلة بكل ما تبقى لها من قوى، كأنها تسابق القصف إلى ضلوعها. لم تنطق بكلمة، فقط كانت تشهق وتضمها، بينما تصدّعت الجدران من حولهما. كل شيء كان يقول

إن النهاية اقتربت، لكن هذا الحضن كان يقول شيئًا آخر: أن الحبّ هو آخر ما ينهار.

هذا المشهد، في صمته ودماره ووجعه، يفطر القلوب دون حاجة إلى تعليق. أم تهرب بابنتها من موت أكيد، لكن لا تعرف إلى أين، ولا متى سيتوقف هذا الجحيم. هو مشهد تراه غزة يوميًا، لكنه يُحفر في الروح كل مرة كأنها

الأولى. هو صورة مصغّرة عن معاناة لا تنتهي، وعن قلوب لا تزال تنبض رغم كل شيء.

أخبار ذات الصلة