وجوه النساء الباكيات.. مرايا الحزن في القطاع

Trending|08/09/25
وجوه النساء الباكيات.. مرايا الحزن في القطاع
نساء من القطاع يجلسن في مدرسة الفارابي بعد ان تحولت إلى ملجأ
  • نساء القطاع رسالة خالدة من الإرادة والكرامة
  • القطاع رهين الجوع والقصف المتواصل

في قلب الركام، تجلس نساء القطاع ودموعهن تنهمر كأنها تعكس مرارة الحاضر وضياع الأحلام، وجوه أنهكها الحزن والانتظار، وأيادٍ ترتجف وهي تحاول أن تمسح الدموع التي لا تجف، فيما يتردد في الأفق صدى الفقد والخوف من الغد المجهول.

اقرأ أيضاً : من بقايا البيت المهدّم.. أم تُعيد الحياة لطفلتها بالماء القليل

هؤلاء النساء لم يعدن يملكن سوى الصبر على معاناة طويلة، فقدت الكثيرات منهن أبناءً وأزواجًا وأحبة، ومع ذلك يواصلن حمل الأعباء الثقيلة وحدهن. يجلسن على الأرض الموحلة بين الأنقاض، يواجهن قسوة الظروف التي لا ترحم، وتبقى دموعهن الشاهدة الأصدق على جرح لم يندمل.

حكاية ألم

في كل دمعة تُسكب، حكاية ألم لا تُروى كاملة. هناك من تبكي طفلاً لم يجد دواءً، وأخرى تتحسر على بيت تحوّل إلى ذكرى، وثالثة ترقب مصيرًا مجهولاً وهي تحتضن أبناءها بخوف، النساء هنا يختصرن صورة القطاع؛ جرحًا مفتوحًا لا دواء له سوى السلام المفقود.

ورغم القسوة، يبقى في عيونهن بريق صغير من الأمل. يتهامسن بالدعاء، ويتمسكن بما تبقى من قوة الإيمان، كأنهن يواجهن الظلام بقبس من نور قلوبهن. إنهن يعلمن أن البكاء ليس ضعفًا، بل شهادة إنسانية على عمق الجرح، وصوت صامت يطالب العالم بأن يرى ويسمع.

إن مشهد النساء الباكيات في القطاع ليس مجرد صورة عابرة، بل وثيقة حية عن معاناة لا تنتهي. هو نداء إنساني يفضح وجع الحصار والحرمان، ويذكّر بأن وراء كل دمعة أم وطفلة وأخت وزوجة، يستحقن حياة كريمة في أرض تحلم بالسلام والكرامة.