الركام يتحوّل إلى منبر.. غزة تصلي وسط غصة الذكريات

الركام يتحوّل إلى منبر.. غزة تصلي وسط غصة الذكريات
فلسطينيون يصلون فوق الأنقاض بخان يونس
  • الغزيون رسالة قوة إلى العالم أمام ضعف تل أبيب
  • الحرب لم تمع الغزيين من رفع الأكف إلى السماء

في مشهدٍ مؤثرٍ يلخّص صلابة الإنسان الفلسطيني، اجتمع المصلّون في خان يونس لأداء صلاة الجمعة فوق أنقاض مسجد الألباني المدمّر، وكأنّ الركام تحوّل إلى سجادٍ للعبادة، والدمار إلى منبرٍ للأمل.

اقرأ أيضاً : هنا أرض العزة.. وجع الجوع وكرامة لا تموت

لم تمنعهم الحرب ولا الألم من رفع أكفّهم إلى السماء، مؤمنين بأن الدعاء أقوى من الدمار، وأن الصلاة باب الصبر الذي لا يُغلق.

الإيمان سلاح لا يقهر

في غزة، يصبح الإيمان سلاحًا لا يُقهر، فحين تنهار الجدران تبقى الأرواح مرفوعة لله، وحين تُطفأ المآذن تبقى القلوب تردّد “الله أكبر”. أهل غزة، الذين خبروا الفقد والحصار، يتشبّثون بالصلاة كأنها جسر النجاة الأخير، وبالصبر كأنّه الدرع الذي يقيهم اليأس.

هذه الأرض التي امتلأت بالركام والشهداء، امتلأت أيضًا بالعزيمة والثبات، فالغزيون لا يرون في الصلاة مجرّد طقس ديني، بل موقف إنساني ومقاوم، يثبت أن الروح الفلسطينية لا تنكسر مهما اشتدّ الألم.

ومع كل سجدةٍ على التراب، تتجدّد العهود بأن الوطن يستحق التضحية، وأن الغد، مهما تأخّر، سيشرق على أرضٍ طاهرةٍ روّاها صبر المؤمنين ودموع الأمهات، وإصرار شعبٍ علّم العالم معنى الكرامة في وجه الدمار.