أم تخمد وجع ابنتها.. حين تمسح الشمس دموع غزة

Trending|15/10/25
أم تخمد وجع ابنتها..  حين تمسح الشمس دموع غزة
غروب الشمس خلف مبانٍ مدمّرة في غزة
  • الغزيون قصيدة فخر أمام العالم بصبرهم وصمودهم
  • الحياة في غزة بدم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء الوطن

تُطلّ الشمس على غزة على غير عادتها، لا كجرمٍ سماويٍّ عابر، بل كأمٍ خرجت من خلف الغيم لتضمّ أبناءها بعد ليال طويلة من الخوفو البكاء. تغسل بضيائها بقايا الرماد العالق في الهواء، وتُرسل دفءَها إلى الجدران التي أنهكتها الشظايا، كأنها تُربّت على كتف المدينة وتقول: “كفى يا صغيرتي،

لقد انتهى الوجع ولو قليلاً.”

اقرأ أيضاً : رسالة من العــالم: غزة أنتم أعظم شعب

في لحظةٍ تشبه المعجزة، يتسلّل الضوء إلى الأزقّة، فينعكس على الزجاج المكسور كأملٍ جديد، وكأن غزة تبتسم رغم الجراح. الهدوء الذي أعقب العاصفة ليس صمتًا، بل استراحة روحٍ أنهكها الصراع. بين أنقاض البيوت تُولد حكايات جديدة، والريح التي كانت تحمل الدخان، باتت الآن تحمل رائحة التراب

المبتلّ بالشمس.

الشمس أم غزة الحرة

الشمس، تلك الأم التي لم تتخلَّ يومًا، تُحاول أن تخمد وجع ابنتها الصغيرة. تمدّ ذراعيها الذهبية لتحتضن البحر، لتدفئه من صقيع الحرب، وتوشوش الموج: “اهدأ، إنهم تعبوا.” وكأنها تحمل في ضوئها اعتذارًا من السماء إلى الأرض، ومن الكون إلى هذه البقعة التي لم تعرف سوى الصبر.

أما الغزيون، فهم كمن ينهض من حلمٍ ثقيلٍ لا يدري أهو كابوسٌ انتهى أم بداية لنهارٍ جديد. وجوههم متعبة، لكن أعينهم تلمع ببقايا الحياة. يسمعون أنينًا خافتًا يسكن الجوارح، لكنه هذه المرة لا يأتي من الخوف، بل من اشتياقٍ للحياة، للحب، وللسلام الذي طال انتظاره.

وهكذا، تعانق الشمس غزة كأمٍ تحتضن طفلها بعد فراق، تزرع قبلةً على جبينها المرهق، وتوعدها بأن الفجر القادم سيحمل شيئًا من الأمان. وبينما تنسحب خيوط الضوء ببطء خلف الأفق، تبقى غزة شامخة، تفتح قلبها للنور، وتهمس للشمس: “ابقِ معي… فقد عرفتِ طريقي بعد كل هذا العتم.”