ارتقاء أحمد أبو مطير.. الكلمة الأخيرة كانت صورة والصورة كانت وداعًا

Trending|21/10/25
ارتقاء أحمد أبو مطير.. الكلمة الأخيرة كانت صورة والصورة كانت وداعًا
فلسطينيان يبكيان بعد ارتقاء الصحفي أحمد أبو مطير
  • تل أبيب تواصل سياستها الهمجية على وقع الاحزان الثقيلة
  • وداع مؤثر للصحفي أحمد أبو مطير في غارة إسرائيلية

في مشهد يقطر وجعًا وحزنًا، شيّع الفلسطينيون في مدينة دير البلح الصحفي أحمد أبو مطير، الذي ارتقى شهيدًا إثر غارة "إسرائيلية" استهدفت منزلًا كان يستخدمه عدد من الصحفيين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.

اقرأ أيضاً : من قلب الألم تولد الحياة.. غــزة تكتب فصلها الجديد

مشهد الوداع أمام مستشفى شهداء الأقصى كان مؤلمًا، إذ امتزجت دموع زملائه بالتصفيق والدعاء، في وداعٍ يليق بصوتٍ حمل الحقيقة رغم أزيز الطائرات وضجيج الحرب.

الكلمة أقوى من الرصاص

كان أحمد أبو مطير واحدًا من الصحفيين الذين آمنوا بأن الكلمة قد تكون أقوى من الرصاص، وأن الصورة قد تُخلّد الحقيقة أكثر من أي بيان. خرج كل يوم حاملاً كاميرته لا يخشى الموت، بل يسعى لتوثيق ما يحدث في الميدان، متحديًا الخطر ومؤمنًا بأن رسالته الإعلامية هي واجبه الإنساني والوطني.

الضربة الجوية التي أودت بحياته لم تكن مجرد استهداف لشخص، بل كانت ضربة موجعة لروح الصحافة الحرة في غزة، ولحلمٍ ظل أحمد يحمله في قلبه بأن يرى وطنه يومًا يعيش في أمان. فقد رحل وهو يؤدي واجبه، تاركًا خلفه أرشيفًا من الصور والتقارير التي تحكي مأساة شعبه وتوثقها للتاريخ.

زملاؤه في المهنة تحدثوا عنه بكلمات تختصر عمراً من العطاء؛ وصفوه بأنه صاحب القلب الطيب، والابتسامة الدافئة، والصوت الذي لم يعرف التردد يومًا. كان يقف دائمًا في الصفوف الأولى، لا يخشى شيئًا سوى أن تُغيب الحقيقة في زحمة الدمار.

برحيل أحمد أبو مطير، فقدت فلسطين أحد أبنائها المخلصين، وفقدت الصحافة شاهدًا آخر على الحقيقة، لكن صوته سيبقى حاضرًا في ذاكرة من عرفوه، وعدسته ستظل تروي حكاية شعبٍ لا يزال يصمد رغم كل الألم، حكاية صحفيٍ رحل جسدًا، لكنه ترك خلفه ضوءًا لا ينطفئ.