المدرب يورغن كلوب يكشف: رفضت مانشستر يونايتد لهذا السبب

- أوضح كلوب لماذا كان عرض ليفربول، الذي جاء بعد ذلك بعامين في 2015، هو الخيار المثالي الذي لا يمكن رفضه. في ذلك الوقت، كان ليفربول يعاني، بعيداً عن المنافسة على اللقب ويبحث عن هوية ضائعة
في كشفٍ مثيرٍ يفتح الباب على مصير حقبة كاملة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد المدرب الألماني الأسطوري، يورغن كلوب، أنه كان أحد المرشحين لخلافة السير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد عام 2013، لكنه رفض العرض بشكل قاطع، معتبراً أن "ليفربول كان قدره".
في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يوم الإثنين، غاص كلوب في تفاصيل واحدة من أكثر اللحظات "ماذا لو؟" في تاريخ كرة القدم الحديثة، موضحاً الأسباب الفلسفية العميقة التي جعلته يتجاهل إغراءات "أولد ترافورد" وينتظر مشروعه المثالي.
عرض 2013.. التوقيت الخطأ والمشروع "البعيد"
أوضح كلوب أن التواصل حدث مباشرة بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون، في وقت كان فيه مانشستر يونايتد بطلاً لإنجلترا والمهيمن الأوحد على الكرة الإنجليزية، بينما كان كلوب هو الاسم الأكثر إثارة في عالم التدريب بعد أن قاد بوروسيا دورتموند إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بأسلوبه الناري "Gegenpressing".
اقرأ أيضاً: وست هام الجريح يبحث عن فوزه الأول على أرضه أمام برينتفورد في ديربي لندن
وقال كلوب: "تحدث معي مانشستر يونايتد بعد رحيل فيرغسون، لكن التوقيت لم يكن مناسبًا على الإطلاق. كنت مرتبطًا بعقد طويل الأمد مع دورتموند ولم أرغب في الرحيل أو كسر هذا العقد".
لكن السبب لم يكن الولاء التعاقدي فحسب، بل كان هناك تنافر فلسفي عميق. كان يونايتد يبحث عن "خليفة" لإمبراطورية قائمة، بينما كان كلوب "بنّاء" للمشاريع من الصفر.
وأضاف المدرب الألماني: "الفكرة التي طُرحت كانت كبيرة جدًا، وبدت بعيدة عن أسلوبي. لم أشعر أنها مشروعي الخاص". كان يونايتد في ذلك الوقت بمثابة آلة تجارية ضخمة تبحث عن مدير فني يحافظ على القمة، وهو ما لم يستهوِ كلوب الذي بنى مجده في ماينز ودورتموند على تحويل "المستضعفين" إلى "عمالقة".
لماذا ليفربول؟.. "مشروع واضح وإدارة متفهمة"
في المقابل، أوضح كلوب لماذا كان عرض ليفربول، الذي جاء بعد ذلك بعامين في 2015، هو الخيار المثالي الذي لا يمكن رفضه. في ذلك الوقت، كان ليفربول يعاني، بعيداً عن المنافسة على اللقب ويبحث عن هوية ضائعة.
وأشار كلوب: "عرض ليفربول لاحقًا كان مختلفًا تمامًا. منذ الثانية الأولى، شعرت أنه المشروع المناسب. وجدت مشروعًا واضحًا مع إدارة متفهمة، ورغبة حقيقية في البناء خطوة بخطوة. كان شعوراً لا يصدق، شعرت أنه المكان الذي أنتمي إليه".
كان ليفربول بحاجة إلى "ثورة"، وهو بالضبط ما يبرع فيه كلوب. لم يكن مطلوباً منه أن يكون "فيرغسون الجديد"، بل أن يكون "يورغن كلوب الأول".
فلسفة الانتقالات: "لا لعودة بوغبا ورونالدو"
لخص كلوب الفارق الجوهري في فلسفته التدريبية برؤيته لسوق الانتقالات، مشيراً إلى أنه لم يكن ليعيد لاعبين مثل بول بوغبا أو كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد، وهي الصفقات التي قام بها النادي فعلياً في سنوات لاحقة.
واعتبر كلوب أن "مثل هذه الصفقات، القائمة على العاطفة وإعادة النجوم السابقين، لا تحقق النجاح عادةً". تفضل فلسفة كلوب بناء النجوم بدلاً من شراءهم جاهزين أو استعادتهم بعد أن وصلوا إلى ذروتهم. إنه يفضل اكتشاف "محمد صلاح" من روما أو "ساديو ماني" من ساوثهامبتون، بدلاً من الإنفاق الضخم على أسماء رنانة لا تتناسب بالضرورة مع المنظومة الجماعية.
هذا التصريح يوضح الفجوة بين رؤية كلوب القائمة على "الجماعية" ورؤية يونايتد في حقبة ما بعد فيرغسون التي ركزت على "النجومية الفردية".
اقرأ أيضاً: وست هام الجريح يبحث عن فوزه الأول على أرضه أمام برينتفورد في ديربي لندن
"ليفربول كان قدري"
في النهاية، اختتم كلوب حديثه بعبارة تلخص مسيرته المذهلة في "أنفيلد"، والتي حول خلالها ليفربول من فريق مشكك إلى بطل لأوروبا وإنجلترا.
وقال: "مانشستر يونايتد نادٍ عظيم، بلا شك. لكن ليفربول كان قدري". قرار واحد في 2013 غيّر مسار الناديين وكتب تاريخ العقد الأخير من الدوري الإنجليزي الممتاز.