• لعنة الإصابات تخيم على قمة الأرض

في ظل التلاحم المستمر للمواسم وكثرة المباريات، باتت لعنة الإصابات، خاصة العضلية منها، جزءاً شبه دائم من المشهد الكروي، وهذا الواقع سينعكس جلياً وبقسوة على مباراة ريال مدريد وبرشلونة، في "كلاسيكو الأرض" المرتقب الذي سيجمع بينهما ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني 2025-2026.

اقرأ أيضاً: معركة بين ريال مدريد وبرشلونة على صدارة الدوري الاسباني

الكلاسيكو، الذي يُعد أكبر مباراة في العالم بلا منازع، يفقد هذا الموسم عدداً كبيراً من نجومه البارزين في كلا الجانبين، مما يخلق أزمات تكتيكية حقيقية للمدربين.

فبعد أن عانى ريال مدريد من الإصابات بشكل متكرر في الموسم الماضي، لم يكن حال برشلونة أفضل كثيراً هذا الموسم، حيث كاد الفريق الكتالوني يفقد أغلب لاعبيه الأساسيين لفترات متقطعة، لتظل الضغوطات البدنية حاضرة في كرة القدم بهذه الكيفية المكثفة.

برشلونة: جبهة من الغيابات ترهق فليك

يدخل برشلونة المواجهة وهو الطرف الأكثر تضرراً من الغيابات، حيث تمنى المدرب الألماني هانسي فليك عودة بعض نجومه، لكن الأقدار لم تكن في صالحه.

كانت آماله معلقة على رافينيا، الذي خاض بالفعل جزءًا من مران "البرسا" يوم الأربعاء، إلا أنه انتكس مجددًا يوم الجمعة، ليتأكد غيابه عن الكلاسيكو، وينضم إلى قائمة طويلة من المصابين المؤثرين.

قائمة الغيابات المؤثرة في برشلونة:

• روبرت ليفاندوفسكي: يغيب المهاجم البولندي المخضرم بعد إصابته في العضلة الضامة خلال تواجده مع منتخب بولندا، مما يفقد "البرسا" قوته الضاربة في منطقة الجزاء.
• داني أولمو: يغيب النجم الإسباني بعد إصابته في عضلة السمانة خلال التوقف الدولي الماضي، مما يؤثر على خيارات فليك في الأطراف وصناعة اللعب.
• رافينيا: انتكاس الإصابة تحرم فليك من خيار مهم للتوازن والسرعة في الهجوم.
• جافي: غياب طويل ومؤثر يمتد حتى شهر فبراير المقبل، بسبب إصابته المتكررة في أربطة الركبة، مما يترك فراغاً كبيراً في وسط الملعب على مستوى الروح القتالية والضغط.
• تير شتيغن: يغيب الحارس الألماني منذ بداية الموسم لخضوعه لعملية جراحية في الظهر، ومن غير المتوقع عودته قبل يناير المقبل.
• جوان غارسيا: يضاف إلى القائمة حارس المرمى البديل، الذي خضع لعملية جراحية في قدمه اليُمنى ويغيب لأسابيع قادمة.

تحدي الغياب المزدوج للمدرب فليك:

لم تقتصر أزمة الغيابات على اللاعبين فقط، بل امتدت لتطال المدرب نفسه؛ حيث تأكد غياب هانسي فليك عن التواجد على مقاعد البدلاء بعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة سابقة أمام جيرونا.

رفضت اللجنة التأديبية في الاتحاد الإسباني استئناف برشلونة على العقوبة، مما يعني أن فليك سيُشاهد الكلاسيكو من المدرجات، وسيتولى مساعده ماركوس سورغ قيادة "البلوغرانا" من أرضية الملعب، ليواجه برشلونة بذلك تحدي الغياب المزدوج للقائد الفني والنجوم الأساسيين.

ريال مدريد: استعادة المصابين وتحدي الغيابات الدفاعية

على النقيض من برشلونة، يبدو ريال مدريد في وضع أفضل من حيث استعادة لاعبيه المصابين.

حيث حصل كل من دين هويسن وداني كارفاخال وترينت ألكسندر أرنولد على الضوء الأخضر للمشاركة مجددًا في المباريات بعد تعافيهم من إصابات مختلفة. كذلك، يمكن لداني سيبايوس التواجد في الكلاسيكو بعد الغياب عن آخر مباراتين بسبب الإجهاد العضلي الطفيف، بينما تأكد أن إصابة راؤول أسينسيو في مباراة يوفنتوس الأخيرة كانت لا تُذكر.

قائمة الغيابات في ريال مدريد:

• أنطونيو روديغير: يغيب المدافع الألماني منذ مدة طويلة، ومن المتوقع أن تكون عودته في ديسمبر المقبل.
• دافيد ألابا: أصيب المدافع النمساوي خلال مشاركته الأولى كأساسي هذا الموسم أمام خيتافي الأسبوع الماضي، ليتأكد غيابه عن الكلاسيكو.

رغم أن غيابات الريال أقل عدداً وأقل تأثيراً في الجانب الهجومي، فإن غياب الثنائي الدفاعي روديغير وألابا يمثل تحدياً كبيراً للمدرب تشابي ألونسو، الذي سيضطر للاعتماد على خيارات دفاعية أقل انسجاماً في مواجهة هجوم برشلونة السريع، بقيادة النجم الجديد ماركوس راشفورد والموهوب لامين يامال.

في نهاية المطاف، سيظل "الكلاسيكو" هو أكبر مباراة في العالم، لكن في ظل هذه الظروف، ستكون الروح القتالية والجاهزية الذهنية للبدلاء والعناصر الشبابية هي العامل الحاسم الذي سيُحدد من يخرج منتصراً من "سانتياغو برنابيو" في هذا الفصل الحافل بالإصابات والأزمات التكتيكية.