"كبريت ولع قلبي".. فلسطينية تستذكر استشهاد والدتها وطفلها بعد 52 عامًا على مأساة الطائرة الليبية

"كبريت ولع قلبي".. فلسطينية تستذكر استشهاد والدتها وطفلها بعد 52 عامًا على مأساة الطائرة الليبية
لطفية دلال
  • لطفية دلال:"قبل سقوط الطائرة بدقائق حسيت زي عود كبريت ولع بقلبي"
  • لطفية دلال:"ابني دفن في بنغازي.. وأمي في مصر"

استرجعت مأساة لم تمحها السنون الطويلة، مستذكرة أرشيف ألمها الذي ما زال ينبض في قلبها، إذ تحولت ثنايا كلماتها إلى حسرة وغصة لا يمكن وصفها، وسط زخم الحزن المبعثر في عيون الفلسطينية ابنة عكا لطفية دلال.

اقرأ أيضاً : شكران مرتجى:"صرت أرجف لما قرأت اسم فلسطين خلال زيارتي القطاع" - فيديو

وفي في لقاء إنساني مؤثر ببرنامج "حلوة يا دنيا" الذي يعرض كل جمعة، عبر قناة رؤيا، كشفت السيدة المولودة عام النكبة 1948، تفاصيل مأساة صعبة عاشتها قبل أكثر من خمسين عامًا، والتي لا تزال عالقة حتى اليوم.

واستعادت دلال لحظات الرعب التي عاشتها في 21 فبراير/شباط 1973، حين قصفت أربع طائرات فانتوم إسرائيلية طائرة مدنية ليبية أثناء رحلتها من طرابلس إلى القاهرة، مستخدمة النابالم في صحراء سيناء، وكانت الطائرة تحمل ركابًا مدنيين بالكامل، معظمهم عرسان ومصريون عائدون إلى بلادهم، ومن بينهم شخصيات

عامة مثل صالح مسعود أبو يصير، وزير الإعلام الاتحادي لدول الاتحاد بين مصر وسوريا وليبيا، والإعلامية المصرية الشهيرة ماما سلوى، مقدمة برامج الأطفال سلوى حجازي.

"حسيت زي عود كبريت ولع قلبي"

وروت لطفية دلال تفاصيل اللحظات الأخيرة، وكأنها تتحدث عن أمس، إذ كانت تقيم في ليبيا مع زوجها حين كانت والدتها القادمة من حلب تحمل ابنها الرضيع منهل، البالغ سبعة أشهر ونصف، إلى دمشق لرعايته مؤقتًا. قالت متأثرة: "قلت من حضني لحضن ماما، غير هيك لا."

وأوضحت أن الطائرة قبل سقوطها بدقائق، كانت جميعها مرتبطة بالأحزمة، ثم فجأة، دخلت أربع طائرات فانتوم إسرائيلية" الأجواء المصرية على ارتفاع منخفض لتفادي الرادارات، وأجبرت الطائرة الليبية على التوجه نحو سيناء قبل أن تقصفها بالنابالم، سقطت على إثرها الطائرة بالكامل.

وأضافت دلال: "قبل سقوط الطائرة بدقائق، حسيت زي عود كبريت ولع بقلبي"، مؤكدة أن طفلها الشهيد "منهل"، أصغر ركاب الطائرة، كان يحمل الجنسية الأردنية، فيما نجا شخصان فقط بأعجوبة: مواطن أردني من عائلة الخليلي، ومساعد الطيار الليبي. وأضافت أن زوجها حاول حمايتها من صدمة الخبر، فأخبرها أن الطائرة

مختطفة، لكنها قالت على الفور: "ابني وأمي بين إيدين عدوي، مستحيل ينكتب لهم النجاة."

"أكثر قوة وصلابة"

واختتمت السيدة لطفية حديثها المؤثر، مؤكدة أن المأساة صقلتها وجعلتها أكثر قوة وصبرًا، وقالت: "ما بكيتش على منهل بكاء ضعف، كتبت عنه شعر الصمود، مش البكائية... أنا بفهم صمود الأمهات الفلسطينيات اليوم لأني عشت وجعي مثلهن." وأضافت بأسى: "ابني دفن في بنغازي، وأمي في مصر، وما زلت أشعر أن روحي

معلقة بينهما."

هذه القصة ليست مجرد سرد لحدث مأساوي، بل شهادة على صمود امرأة فلسطينية واجهت ألمًا لا يوصف، وحافظت على إرادتها وحبها للحياة رغم كل الخسارات التي اجتاحتها.