غازي العالول.. بطل بين ليل حالك ونهار قاهر
- غازي العالول تحدى المكان وسط القصف المتواصل من أجل القضية الفلسطينية
- العالول دخل بيوت الأردنيين والفلسطينيين لنقله الأحداث بمهنية
- العالول بطل الميدان الذي استبسل لنقل الاحداث في القطاع
- حافظ أبو صبرا ومحمد العدم وأسيل سليمان مراسلون أثبتوا جدارتهم
من أجل القضية الفلسطينية ومن اجل القطاع الذي لا يزال ينزف ألما وقهرا ، ومن بين الركام الذي يحضن ذكريات مؤلمة، ومن بين الصور الممتدة إلى أعاصير الذاكرة التي يستحوذ عليها الحنين والحسرة، ومن رحم المعاناة المتجذرة في
قلب الفلسطينيين يخرج مراسل "رؤيا" في القطاع غازي العالول، متحديا القصف الغاشم، متفائلا بنصر قريب بإذن الله تعالى.
غازي العالول، رجل المهمات الصعبة في الميدان، استمد قوته من روح الفلسطينيين، إلى جانب أنه ترعرع في منزل يعشق فلسطين، كما يعشق الزيتون رحم الأرض، ورضع حليب الإباء، ليأبى الألم ويقف أمام "الكاميرا" متحديا
رغم الليل الحالك الذي سيطر أهالي القطاع نتيجة للأحداث المستعرة.
اقرأ أيضاً : الصحفي الفلسطيني محمد العالول يفقد أربعة أبناء بفعل الاستهداف - فيديو
في قلب الحدث، استطاع الصحفي العالول أن يصل صوته إلى بيوت الأردنيين، فضلا عن بيوت الفلسطينيين، بل وصل صوته إلى مختلف أنحاء العالم، ولامس بصوته الجهوري قلوب مناصري القضية الفلسطينية، ومناصري أهالي القطاع، فتحدث بلغة بسيطة مكللة بالكبرياء والعزة.
ورغم صغر سنه، إذ يبلغ من العمر 26 عاما، إلا أنه بات كبيرا بقدره، ومهنيته واقتحم قلوب الفلسطينيين في القطاع الذين فقدوا أحباءهم، ليرسل رسالة إلى العالم مفادها أن القضية بالفطرة باتت عالمية.
غازي العالول "أبو أشرف" حمل شرف المهنة في رسالته الخالدة، ورفض والد تهاني - ابنته - التهاني والتبريكات بقدوم صغيره الذي وُلد في ذروة الحرب المشتعلة إلا بعد تحقيق النصر.
أجواء الحرب ، ومخيمات النازحين وأمهات احتضن صغارهن قبل ارتقائهن، ليكونوا مفارقين للحياة غير آبهين لآلة الحرب الواهنة، نقلها العالول بعزيمة الفلسطيني التي لا تنضب.
الشاب العالول أخذ على عاتقه نقل الصورة بحرفية عالية، فمن أسطح المنازل قبل أن تشتد الحرب، إلى الشارع بعد أن قصف الكيان المبنى الذي اعتادت "رؤيا" نقل الحدث خلاله، إلى شوارع القطاع الخاوية، المنهارة إلى مخيمات النازحين ، إلى مستشفيات شهدت مجازر دموية، وحسرات وآهات.
غازي العالول، رسم ملامحا صعبة للحرب، وترك زوجته وصغيريه في خيمة النزوح التي أرضها "طين" بعد أن غسلها المطر، وسماؤها غارات متوحشة، وصغيران لا يعلمان مصيرهما الغامض في ظل البقاء المتلعثم بحب الحياة.
غازي العالول، لم ينقطع عن الاتصالات بالرغم من انقطاعها، وكان الفريق الإخباري لـ"رؤيا" يواصل الليل بالنهار من أجل التغطية الصحفية، ومن أجل مهنتهم التي تحتم عليهم تحمل الألم من أجل العمل.
بين ليل ونهار
وبين ليل حالك محصور بالقسوة وبين نهار قاس محصور بالمآسي، يقف "أبو أشرف" وقد تغلب على النوم ليستكمل التغطية المرعبة ومن حوله مشاهد مؤلمة ، وصواريخ فتاكة، غير آبه لموت قد يطاله، فما يهمه أن ينقل الحدث لمن يهمه الحدث.
غازي العالول وفي محياه الإعياء، وفي قلبه حسرة، وفي عينيه أنين، وفي إحدى الخيمات أسرته التي لا تزال تنتظره بالدعاء إلى الله عزوجل أن يعود سالما ويحتضن من كان عنهم بعيدا، ولكنهم في عينيه وروحه.
الصورة كانت تتكلم وصوت غازي المثقل بالتعب كان واضحا، وكان الخوف سيد المشهد، إلا أنه لم يخف أمام مهنة المتاعب.
تهاني وأشرف
ولنعد إلى "أرشيف" الصحفي المتميز العالول فنجد في الذاكرة صورتين في ذات الصورة ، فقد استقبل صغيرته تهاني بضحكة شهدها العالم فرحا، وفي الصورة الثانية استقبل أشرف بضحكة لكن تملؤها الحسرة والحنين، في حرب لا تزال تحصد المزيد من الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً : مراسل رؤيا في القطاع غازي العالول يرزق بمولود سمّاه "أشرف"
جائزة وتكريم
وفي قسوة الأحداث، باتت الخوذة الواقية و"بزة" العالول شاهدتين على ما يتجرعه هذا الصحفي المتمكن الذي يواصل الأمس باليوم من منطلق واجبه وانتمائه لعمله الذي يسجل له علامات الفخر.
ولأن "الجزاء من جنس العمل" فقد حصد مراسل "رؤيا" غازي العالول جائزة "أفضل عمل صحفي من مناطق النزاع، بعد اختياره من قبل لجنة تحكيم جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2023 بمسابقة "روسيا اليوم الدولية للمراسلين الحربيين لأفضل الأعمال من مناطق النزاع".
وفاز العالول بجائزة "أفضل عمل صحفي من مناطق النزاع: فيديو" لأنه يستحق، في سلسلة تقارير جرى إنتاجها عن الأوضاع في القطاع، تحدثت عن النزوح والحرب والقصف وتدمير أبرز المعالم في القطاع وحياة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء إضافة إلى ارتقاء الصحفيين.
مصور المهمات الصعبة
وفي هذا المقام، لن ننسى الجندي المجهول "مصور رؤيا" الذي رافق العالول، وكان عين الحدث في قلب الحدث محمد الظاهر
الظاهر نقل الصور والمشاهد بحرفية عالية وتمكن من تحقيق التميز والنجاح، أسوة برفيق دربه العالول، حيث ترافقا على "الحلوة" والمرة" واستطاع بـ"كاميرته" أن يسلط الضوء على مجمل الأحداث.
الظاهر خرج من منزله مودعا فلذات كبده الثلاث، طالبا منهن أن يحرصن على الدعاء له.
الظاهر ظهر بمهنيته في الحرب التي "أكلت الأخضر واليابس" وبثي ثابتا صلبا ليضحي اليوم أيقونة للعمل المتفاني".
لله دركم
ومن القطاع إلى الضفة الغربية، يقف مراسلو "رؤيا" حافظ أبو صبرا ومحمد العدم وأسيل سليمان وآية الخطيب وقفة رجل واحد لنقل الأحداث والمستجدات أولا بأول، فلا تغيب عنهم المشاهد وإن كانت صعبة، فينقلون الحدث، بمهنية مطلقة.
في شمال وجنوب فلسطين، تتواجد "رؤيا"، بكادرها المتين، ومراسليها الأكفاء، يصافحون البرد والحر، يغطون الاقتحامات والمداهمات، مستبسلين بكرامة وطن وشرف شعب أراد الحياة واستجاب القدر لهم.
أبو صبرا، والعدم وسليمان، والخطيب لله دركم فقد صنتم العهد أمام مهنتكم فصرتم نياشين التضحية، خصوصا في ظل الأحداث المتكالبة نتيجة للحرب في القطاع، وكأن هاماتكم جبالا لا يمكن بسها.