في حضن النار تنبت نساء من ضوء

Trending|27/05/25
في حضن النار تنبت نساء من ضوء
نساء غزيات يبكين بعد ارتقاء أفراد من عائلاتهن
  • نساء القطاع رسالة فخر أمام العالم
  • الغزيات شهادة إرادة بتوقيع الكرامة

في غزة، حيث تُقاس الحياة بنبض القلوب لا بعدد الأيام، وحيث تُكتب الحكايات بالدم والدمع على جدران البيوت المهدّم، تقف النساء شامخات، كأنّهن بقايا الضوء في ليلٍ طويل لا ينتهي.

اقرأ أيضاً : رحلة قاسية .. وفي خطواتها أنين ووجع

هي ليست فقط أماً تُرضع أبناءها رغم شحّ الحليب، ولا فقط زوجة تغسل ملابس زوجٍ غائبٍ في السراديب أو الغيم، بل هي الوطن حين يُسحق الوطن، وهي الأرض حين تُجتثّ الجذور.

تمشي المرأة الغزية فوق الرماد، دون أن تنحني، عيناها قصيدة أمل رغم ألم ووجع، وصمتها ليس عجزاً، بل لغةً لا يتقنها إلا كل صابر ومحب للوطن.

ألف حكاية وألف شهيد

تحت عباءتها السوداء، تختبئ ألف حكاية، ألف شهــيد، وألف صلاة منسية في زحمة القذائف التي تزيد القطاع اشتعالا في وضح النهار وكحل الليل.

هي التي تزرع الورد على أطلال البيوت، وتربّي الأمل كما تُربّي طفلها الرضيع. تمشط شعر ابنتها الصغرى في الصباح، وهي تسمع أصوات الطائرات في السماء، وكأنها تقول للموت: "لن تأخذ منّي أنوثتي ولا كرامتي".

نساء غزة ، هن من قُدّت قلوبهن من صخر، وأذرعهن من زيتون، وأحلامهن من سماوات بعيدة، يقفن على حافة الحرب بأكفّ ناعمة وقلب لا يلين، يطرزن في الليل ثياب الحزن، لكنهن يرفعنها فجراً رايات لصباح جديد.

هن صوت الأرض حين تصمت البنادق، ووجه البحر حين يضيق الأفق. هن القصيدة التي لا تُنسى، والجرح الذي لا ينزف عبثاً، بل يُزهر كرامة.

في غزة، لا تموت النساء، بل يتحوّلن إلى أغنيات تُغنّى في الجنائز، وإلى دعاء لا يعرف النسيان بل يعرج إلى السماء حيث الأرواح الطاهرة، وإلى دروس في البقاء حين لا يبقى شيء.

أخبار ذات الصلة