الشمس لا تغيب عن غــزة... لكنها تتلعثم من الألم

Trending|19/07/25
الشمس لا تغيب عن غــزة... لكنها تتلعثم من الألم
غروب الشمس خلف المباني المدمرة في قطاع غزة
  • القطاع نزف ووجوع وقهر على وقع استمرار الكارثة الإنسانية
  • أهالي القطاع أرواحهم فداء الوطن الذي طالما يفاخرون بهم

في زمنٍ تنزف فيه الجراح دون ضماد، خرجت الشمس من وراء غمامة الخوف كأنها أمٌّ خافت على أبنائها من العتمة. لم تكن شمسًا عادية، بل نسجت خيوطها من خفقات القلوب المتعبة، وبصمتٍ حنون، مدت دفئها لمن أنهكهم البرد

الداخلي، كانت تمشي على أطراف السماء وكأنها لا تريد إزعاج حزنٍ يسكن الوجوه.

اقرأ أيضاً : نزوحٌ لا يشيخ.. ونساءٌ يكتبن الألم بالعيون

رسمت الشمس بأنسجتها بصيص أمل فوق الركام، فوق البيوت التي صارت أطلالاً والأحلام التي ماتت وهي تحبو، كانت كمن يقول: "ما زلت هنا، وإن طال الظلام، فإنني شاهدة لا تموت." لم يكن دفؤها حارًا كما اعتدنا، بل كان

دمعًا دافئًا يلامس جبين الحزانى، كأنها تشاركهم الحداد دون أن تقول كلمة.

خيوط من ضوء يعاند الموت

في كل خيط ذهبي ألقته، حكت الشمس حكاية روحٍ قاومت، أمٍّ انتظرت، طفلٍ كتب اسمه على حائط الحياة. صارت مرآةً تعكس بصدق تعب الأرض، لكنّها لا تفقد قدرتها على التجميل. ومن شرفات الألم، راحت تنسج خيوطًا من

ضوء يُعاند الموت، كأنها ترقّع السماء بأمل لا يشيخ.

أمام هذا الصمت الناري، لم يكن للبكاء صوت، كانت الأرواح تلتفت نحو الشمس كمن يطلب من الله رسالة. وفي كل طلعة لها، كانت تكتب بالأفق جملة جديدة: "كل جرحٍ، وإن تأخر شفاؤه، لا بد أن يُضيء." هي شمس، نعم،

لكنها أكثر من ذلك... كانت قلب العالم حين ضاق، وصوت الحياة حين صمت كل شيء.

أخبار ذات الصلة