دموع تحت القصف.. حين يبكي الغزيون حالهم قبل أن يخافــوا المــوت

Trending|02/09/25
دموع تحت القصف.. حين يبكي الغزيون حالهم قبل أن يخافــوا المــوت
فلسطينية تبكي بعد استهداف منزلها في حي الرمال بالقطاع
  • القطاع بات صورة مؤلمة يصعب نسياتها
  • أحزان الغزيين تتعاظم على وقع المجاعة والقصف

في زوايا الليل المظلم، يختبئ وجعٌ أكبر من أي وصف، وجوه مرهقة وعينان غارقتان بالدموع، لا لأن الخوف يسيطر عليهما فحسب، بل لأن الألم بات هوية لا تفارق ملامحهما. هناك أناس يبكون بصمت، يذرفون دموعهم على حياةٍ انكسرت، على أحلامٍ لم تولد،

وعلى غدٍ لا يعرفون إن كانوا سيبلغونه أم لا.

اقرأ أيضاً : "بدنا ياك".. أطفال يودعون والدهم الذي ارتقى أثناء البحث عن لقمة تسد جوعهم - فيديو

الأطفال الذين اعتادوا أن يناموا على قصصٍ وحكايات، صاروا يتوسدون أصوات الانفجارات كأغنيةٍ قاسية، تزرع في قلوبهم ندوبًا أعمق من أعمارهم الصغيرة، أما الأمهات، فصرن يجاهدن لإخفاء دموعهن، يبتسمن في وجه أبنائهن وهم يحملن في صدورهن بركانًا

من الحزن، كي لا يسرق الخوف بقايا الأمان من عيون الصغار.

سماع صوت أنين الجائع

في زحمة الدمار، لا يسمع صوت أنين الجائع ولا تنهيدة المحروم، لأن هدير الصواريخ يعلو على كل وجع إنساني. ومع ذلك، يبقى الحزن الحقيقي في تلك اللحظة التي يجلس فيها إنسان مكسور، يلوم نفسه على ضعفٍ لم يختره، ويجلد قلبه بالدموع ناسيًا أن هناك

موتًا يتربص فوق رأسه.

إنه القهر حين يبكي المرء على حاله بدل أن يجد من يمسح دموعه، وحين يعجز عن تفسير معنى الحياة لأطفاله سوى بأنها سلسلة لا تنتهي من الخوف والانتظار. يختلط الدمع بالغبار، ويصبح الحزن ثقيلًا كحجارة الخراب التي تحاصر البيوت وتخنق الأرواح.

ومع كل هذا، يظل البكاء فعل نجاة صامت، صرخة مكتومة في وجه عالمٍ أصم.>هؤلاء الذين يبكون حالهم، يتركون دموعهم شاهدة على إنسانيتهم، على أنهم رغم كل شيء لم يتحولوا إلى حجارة، بل بقوا بشرًا، لهم قلوب تنزف بصمت، حتى لو تناسى العالم أن

فوق رؤوسهم سماءً تشتعل نارا.