رحلة نزوح على عجلات.. أم تحمل طفلتها وذكرياتها بين الركام

Trending|10/09/25
رحلة نزوح على عجلات.. أم تحمل طفلتها وذكرياتها بين الركام
فلسطينية تحمل طفلتها في مركبة أثناء نزوحها
  • النزوح مشهد مؤلم بين ركام المنازل المدمرة والجوع القاسي
  • تل أبيب تواصل سياستها الهمجية بوجه الغزيين

في زحمة الطرقات المزدحمة بالنازحين، تبرز صورة لامرأة تجلس في مركبة متواضعة، وقد جمعت ما تبقى لها من متاع الحياة في صناديق وأكياس متناثرة حولها ، وعلى قدمها تنام طفلتها الصغيرة غافية رغم صخب الطريق وهدير الحرب، وكأنها تلجأ إلى أحلامها للهروب من قسوة الواقع.

الأم تنظر إلى قسوة المشهد بعينين مثقلتين بالدموع والإنهاك، تحمل بين ملامحها خوفاً دفيناً وصبراً لا ينكسر.

اقرأ أيضاً : الذاكرة أقوى من الدمار.. حكاية بيت فلسطيني لم تنطفئ رائحته

تبدو السيارة وكأنها بيت متنقل يحوي آخر ما استطاعت هذه الأسرة حمله من ذكريات وأشياء بسيطة نجت من تحت الركام. حقيبة قديمة، بعض الأغطية، وزجاجة ماء نصف ممتلئة، كلها شواهد على حياة تهاوت فجأة تحت وطأة القصف.

زاوية آمنة

وعلى الرغم من ضيق المكان وحرارة الجو، تحاول الأم أن تصنع لطفلتها زاوية آمنة، تضع يدها على رأسها بحنان يختصر حكاية أمومة تناضل وسط العاصفة.

الطريق الذي تسلكه هذه المركبة ليس مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة نزوح جديدة تحمل معها وجع البدايات المكررة، كل محطة هي فقدان، وكل وجه عابر هو شاهد على نزيف إنساني متواصل، إذ أن أصوات الانفجارات لا تزال تتردد ، ورائحة الدخان عالقة في الذاكرة، بينما يبقى الأمل في الوصول

إلى مكان آمن معلقاً في دعاء صامت.

ثقل من القلق

هذه المرأة النازحة ليست حالة فردية، بل صورة مصغرة لملايين النساء اللواتي يتركن خلفهن منازل مهدمة وأحلاماً معلقة، تحمل على كتفيها عبء النجاة، وعلى قلبها ثقل القلق على مستقبل أطفالها. ورغم الوجع، يظل في نظراتها وميض تحدٍّ يوحي بأن الرحلة، مهما طالت، لن تكسر روحها.

إنها صورة تلخص مأساة إنسانية بكل تفاصيلها: نزوح لا ينتهي، قصف لا يرحم، وقلوب تبحث عن موطئ أمان. وبين صرخات الفقد وصمت الطريق، تبقى ابتسامة طفلة نائمة في حضن أمها شاهدة على أن للحياة، رغم كل شيء، عزيمة أقوى من الموت.