غزة تحت المطر,. بردٌ ينهش الأجساد وخيامٌ تستسلم للعاصفة

- غزة تعاني الألم والفقدان وخير الامطار يواجهونه بمعاناة شديدة
- صبر وإرادة في مواجهة أزمات الوجود وصعوبة الحياة
مع أول خيوط المطر التي هطلت على غزة هذا الشتاء، تحوّلت خيام النازحين إلى برك من المياه، وتحوّلت الحياة داخلها إلى صراع يومي من أجل النجاة. فتى صغير يقف حافي القدمين وسط الطين، يحاول بيديه الصغيرتين دفع المياه المتدفقة خارج مأواه البالي، وكأنه يحارب عاصفة أكبر بكثير من قدرته.
اقرأ أيضاً : هنا غزة… حين يتعلم الصغار معنى النجاة بدل الطفولة
المطر الذي يفترض أن يحمل الخير، صار في هذا المكان عنوانًا لمعاناة جديدة تضاف إلى سجل الألم الطويل.
نبضات حزن لا تتوقف
داخل المخيم، تتساقط قطرات الماء من سقف الخيمة كنبضات حزن لا تتوقف، الأغطية مبتلة، والملابس غارقة بالماء، والبرد يتسلل إلى أجساد الأطفال الذين لا يملكون سوى الانتظار. كل خيمة هنا تروي قصة تعب، وكل قطعة قماش ممزقة ترفع صرخة استغاثة صامتة للعالم.
نساء يحاولن حماية ما تبقى من حاجياتهن، ورجال يبحثون عن أدوات بسيطة لسد الثقوب في خيام لم تعد تقوى على مواجهة الرياح والمطر. كل تفصيل هنا يكشف هشاشة الحياة، وفداحة المشهد، وعمق الألم الذي يعيشه سكان المخيم مع كل قطرة مطر تهبط عليهم كاختبار جديد لقوة صبرهم.
صرخات البرد وارتجاف الأجساد
الأطفال، رغم صغر سنهم، يحملون على وجوههم ملامح أكبر من أعمارهم. يتنقلون بين تجمعات المياه كأنهم يعرفون أن حياتهم تعتمد على كل خطوة يتخذونها للحفاظ على ما تبقى من مقتنياتهم، وما بين صرخات البرد وارتجاف الأجساد، يبقى أمل واحد يحركهم: يوم لا يضطرون فيه لمطاردة الماء داخل خيامهم الممزقة.
ورغم كل هذا، تظل المخيمات شاهدة على قوة البشر في وجه القسوة.. بعضهم يجفف ما تبلل، وآخرون يساندون بعضهم البعض، لكن الحزن يخيّم فوق المكان كغيمة لا تنقشع. مشهد واحد من هذه الأمطار يكفي ليكشف للعالم عمق المعاناة، وحقيقة الحياة التي يعيشها هؤلاء تحت خيام بالكاد تصمد أمام الرياح… فكيف لها أن
تصمد أمام الحروب والبرد والمطر؟
