لاجئون في وطنهم… صور تُبكي الحجر قبل البشر

- صور مؤلم ومشاهد قاسية تشهدا غزة على وقع حسرة متفاقمة
- أوجاع متثاقلة وأحزان يصعب وصفها أمام مداد المعاناة
في صورة تختزل وجع وطن بأكمله، يظهر الرجل الفلسطيني النازح وهو يحمل ما تبقّى من ممتلكاته غرب مدينة دير البلح، هارباً من قسوة حرب لا ترحم وسماء أثقلها المنخفض الجوي، خطواته المتثاقلة على الرمال تبدو كأنها تحكي حكاية عمرٍ كامل من النزوح، فيما تتداخل في الخلفية أصوات الانفجارات مع صفير الرياح،
لتصنع مشهداً يختصر مأساة لا تنتهي.
اقرأ أيضاً : غزة تحت المطر..برد ينهش الأجساد وخيامٌ تستسلم للعاصفة
وسط هذه الظروف القاسية، يعيش أهالي قطاع غزة أيامهم بين خوف دائم وصبرٍ يتجدد مع كل فجر جديد، البيوت التي كانت تجمع العائلات تحوّلت إلى ركام، ومسارات الحياة اليومية باتت تمر عبر ممرات النزوح ومراكز الإيواء.. الأمّهات يحاولن تهدئة أطفالهن رغم ارتجاف قلوبهن، والأطفال ينامون على أصوات الحرب
كأنها جزء من يومياتهم.
وتتجلى في غزة مشاهد إنسانية تقطع نياط القلب، رجال يحملون ما خفّ وزنه من الأثاث، نساء يرفعن أكياساً تضم حياة كاملة، وشباب يساعدون كبار السن الذين لا يقوون على السير سريعاً. كلّ وجه يحمل قصة، وكل خطوة تحمل ألماً، وكأن الحزن أصبح ثقيلاً لدرجة أنه يُشعر الأجساد بأن
حنجرة الغصّة عالقة في الصدر لا تغادر.
شوارع عامرة بالحياة
أما كبار السن، فيقفون وسط الخراب بعيونٍ تلمع بالحنين، يشتاقون لأيام مضت؛ أيام كانت فيها الشوارع عامرة بالحياة، والأبواب مفتوحة، والأطفال يلعبون دون خوف. يتذكرون جلسات الشتاء، روائح الخبز، وضحكات الجيران، فيتولد في داخلهم وجع مزدوج: البعد عن الماضي الجميل، والعجز أمام حاضر يمزق الروح.
ورغم كل هذا الألم، يبقى الفلسطيني في غزة صامداً، يحمل أمله كما يحمل أمتعته، ويرحل إلى مكان آخر بحثاً عن أمان مؤقت. الحرب تسرق منهم الكثير، لكنها لا تنتزع منهم إرادتهم. في كل حركة نزوح يولد حلم جديد بالعودة، وبأن هذه الأرض التي نزفوا عليها عمراً ستظل تشهد لهم لا عليهم، حتى تعود لها الحياة التي
يستحقونها.
