يصنعون المعجزات ..أطراف مبتورة وقلوب كاملة في مشهد مُلهم في ملعب غزة - صور

- شباب يتحدون بإرادتهم ضعف أجسادهم في بطولة الأمل
- شباب فقدوا أطرافهم يشاركون في بطولة الألم في مشهد ملهم
في قلب غزة المنهكة، حيث تختلط رائحة التراب بظلال الحرب، يقف شباب فقدوا أطرافهم لكنهم لم يفقدوا روحهم. الألم الذي تركته الشظايا في أجسادهم لم يستطع أن يسرق منهم معنى الحياة، ولا رغبتهم في أن ينهضوا من جديد، فخلف كل جرح حكاية،
وخلف كل ندبة إرادة تتحدى المستحيل، كأن أجسادهم تنطق: لم ننكسر… ولن ننكسر.
اقرأ أيضاً : لاجئون في وطنهم… صور تُبكي الحجر قبل البشر
وعلى أرض بطولة الأمل، تلك المساحة الصغيرة التي تحولت إلى عالم واسع من التحدي، يركض اللاعبون بساقٍ واحدة، أو بعكازين، أو بقدم مبتورة، لكنهم يركضون بقلبٍ كامل.

مشهد يتجاوز الرياضة
المشهد يتجاوز الرياضة، ليمثل صورة نادرة من الصبر المتجذّر في الوجدان الفلسطيني. هنا، يصبح الملعب رمزًا للحياة حيث المشاركة في "بطولة الأمل"التي تنظمها جمعية دينيز فنيري وجمعية كرة القدم لمبتوري الأطراف الفلسطينية في دير البلح، والكرة
لاستعادة ما حاولت الحروب انتزاعه منهم: الفرح، الإصرار، والإيمان بأن بوسعهم مواصلة الطريق.
وبرغم الألم الذي يرافقهم كظل لا يغادر، إلا أن صبرهم يشبه صبر الزيتون في جبال فلسطين؛ يزيده القحط ثباتًا، ويزيده الجرح صلابة و كل خطوة يخطونها في الملعب شهادة حيّة على قدرة الإنسان على تجاوز حدود الجسد، وعلى أن الروح حين تؤمن لا
تعرف الهزيمة. إنهم يلعبون وكأنهم يقولون للعالم: الأطراف قد تُبتر، لكن الإرادة لا تُمسّ.

لقد كانت فلسطين — بأرضها وأهلها— الحاضنة التي مدّت هؤلاء اللاعبين بالأمان الروحي والقوة، فمن قلب الألم وُلد هذا الإيمان العميق الذي يشبه النور، نورٌ يحفظه الفلسطينيون في صدورهم مهما أحاط بهم الظلام. حبّ الوطن كان دائمًا رئتهم الثانية؛
يتنفسون منه الشجاعة، ويجدون فيه ما يجعلهم يواصلون المشي حتى وإن فقدوا أقدامهم.

صوت القوة الصامتة
وفي بطولة الأمل، لم تكن المنافسة على لقب رياضي بقدر ما كانت إعلانًا جديدًا عن شموخ فلسطين الأبية. فهؤلاء اللاعبون ليسوا مجرّد رياضيين، بل رواة حكايات، وشهود على زمنٍ حاول أن يقصّ أجنحتهم، فصاروا يطيرون بقلوبهم بدلًا عن أطرافهم. إنهم
صوت القوة الصامتة، صورة الإيمان العميق، ودليل على أن شعبًا يملك هذا القدر من الصبر… لا يمكن أن تُهزمه أي قوة في العالم.


