عصا الشيخ وكرامة غزة.. حكاية صبر لا ينكسر

Trending|27/08/25
عصا الشيخ وكرامة غزة.. حكاية صبر لا ينكسر
مسن يمشي بين الركام في أحد شوارع القطاع
  • غـــزة أرض الكرامة والعزة تقاوم بثبات وإرادة
  • آلام ثقيلة وحكايا مؤثرة تسيطر على القطاع

في أحد أزقة الحياة الضيقة، يسير رجل مسن بخطوات متثاقلة، يتكئ على عصاه الخشبية التي رافقته سنوات طويلة من العناء. ملامحه المتجعدة تحكي قصص الزمن، وعيناه المرهقتان تحملان بين طياتهما حكاية صبرٍ طويل، ورغم ضعفه الجسدي، يتمسك هذا

المسن بكرامته وعزيمته، رافضاً أن يُهزم أمام قسوة الحياة وظروفها القاسية.

اقرأ أيضاً : خطوات مثقلة بالألم نحو خيمة شاهدة على أنين الوجع

وفي الوقت ذاته، هناك في غزة مسنّون وأطفال ونساء، جميعهم يتكئون على عزتهم وكرامتهم، في أرض أنهكتها الحروب والحصار. غزة اليوم تصارع الجوع والحرمان، وتواجه ويلاتٍ يعجز اللسان عن وصفها، لكنها رغم كل ذلك، لم تفقد إرادتها ولا كبرياءها.

كما يتشبث ذلك العجوز بعصاه، تتشبث غزة بحقها في الحياة والحرية، لتعلّم العالم أن الكرامة لا تشترى ولا تُقاس بالماديات.

فجر آت مهما طال الزمن

هذا المشهد الإنساني المزدوج بين الرجل المسن وغزة، يعكس حقيقة أن الألم قد يكون واحداً رغم اختلاف المكان. فكما يعاني المسن من وهن الجسد وثقل السنوات، تعاني غزة من وهن الجوع والحصار وثقل الدماء التي لم تجف. ومع ذلك، يبقى هناك قاسم مشترك

واحد، هو الصمود، والإيمان بأن الفجر آتٍ مهما طال الليل.

في كل خطوة يخطوها ذلك العجوز على عصاه، نجد فيها درساً عميقاً عن قوة الإرادة. فالعمر لم يسلبه عزيمته، كما أن القهر لم يسلب غزة كرامتها. إنهما رمزان حيّان للصبر والمقاومة، يواجهان الظلم كلٌ بطريقته، ولكن بروح واحدة ترفض الانكسار.

وفي النهاية، يبقى الأمل حاضراً في القلوب، بأن ينال ذلك العجوز حياة كريمة في سنواته الأخيرة، وأن تنال غزة حياةً حرةً كريمة بعيداً عن الجوع والويلات. فكرامة الإنسان لا تتجزأ، وصمود الشعوب لا يُهزم، ومن يملك العصا أو الكرامة يملك طريقه نحو الحرية

مهما كانت التحديات.