أمّهات غــزة.. وجعٌ على الوجع وصمود لا يلين

- أمهات القطاع رحلتهن مقاومة في وطن المقاومة
- القطاع شامخ امام قسوة العدوان البائس
في قلب الركام، وأمام صوت الطائرات الذي لا يهدأ، تظل الأم الغزّية رمزًا للشجاعة المتجذّرة في الأرض، لا تنكسر مهما اشتدّ العدوان. هي التي تودّع أبناءها كل صباح بقبلة على الجبين ودمعة في العين، لا تدري إن كانوا
سيعودون، لكنها رغم ذلك تبتسم، لأنها تؤمن بأن الوطن أغلى، وأن التضحية من أجله لا تعرف حسابًا.
اقرأ أيضاً : من غــزة إلى شفا بدران... "إيليا تُدفن هنا وتُحيا بدعائكم"
هذه الأم، التي فقدت بيتها، وربما فلذات أكبادها، ما زالت تقف شامخة، تغزل بيديها ثوب الكرامة من خيوط الصبر، وتحمل على كتفيها أثقال الحياة من ماء ودواء وغذاء، لا لتعيش فقط، بل لتزرع الحياة في قلوب أطفالها، حتى في أ
قسى لحظات الموت.
مشروع مــقاوم
حين تلد الأم الغزية طفلًا، فإنها لا تراه مجرد رضيع، بل مشروع مقاوم، ونبض حرية. ترضعه مع الحليب حكايات البطولة، وتعلّمه أن البقاء ليس خنوعًا، بل كرامة. هي لا تبكي حين يرتقي ابنها شهيدًا، بل تزفّه بزغرودة، وتخبئ
صورته في صدرها كوسام لا يصدأ.
كم من أم غزية حفرت بيديها ملجأ لأطفالها وسط القصف، وغنّت لهم لتغطي على أصوات الرعب، وزرعت في عيونهم الأمل، ولو على حافة اليأس. كل شهيد مرّ من بين يديها كان نبتة من قلبها، وكل مقاوم في الميدان كان ضوءًا
أضاءته في عتمة الاحتلال.
هي ليست فقط أمًا لأبنائها، بل أمًا لفلسطين كلها. كل جرح في جسدها هو خريطة للوجع الفلسطيني، وكل دمعة تسقط من عينيها هي عهد جديد أن النضال مستمر. في عيونها تختبئ ثورة، وفي كفيها تنمو البلاد رغم الموت. الأم
الغزية… حكاية لا تُروى، بل تُعاش وتُخلَّد.