السودان في قلب النار.. دموع على الأرض الجرداء وأمل هشّ يتلاشى

- النزوح في السودان بات رسالة للمناداة بالانسانية
- مشاهد من الجوع والدمار والحرائق تسيطر على الأرض الموجوعة
في قلب السودان، تتكشف مأساة صامتة كل يوم، آلاف العائلات فرت من منازلها بحثًا عن الأمان، تحمل في قلوبها الألم وذكرياتٍ محطمة.
اقرأ أيضاً : كسرة خبز في زمن الحرب.. وجوه صغيرة تكافح للبقاء
شكّل سقوط مدينة الفاشر فصلًا مظلمًا جديدًا في تاريخ السودان الحديث، وبينما كانت المدينة تحترق، وجد المدنيون أنفسهم عالقين في نيران الصراع — أمهات يعانقن أطفالهن، شيوخ تُركوا خلفهم، وأرواح شابة أُزهقت في حربٍ لم يختاروها، على وقع تردد صرخات النازحين في أراضي
دارفور الجرداء، تذكيرًا بأن الإنسانية لا تزال تنزف.
مخيمات النزوح واقع جديد
بالنسبة لكثير من السودانيين، فقدت كلمة "وطن" معناها، أصبحت مخيمات النزوح هي واقعهم الجديد — مكتظة، تفتقر إلى الإمدادات، ومليئة بالحزن، إذ النوم على الأرض العارية، وتكون السماء غطاءهم الوحيد. الجوع ينهش أجسادهم، والخوف يسكن أحلامهم، ومع ذلك، وسط هذا الدمار،
يتمسكون بخيطٍ من الأمل — أملٌ هشّ بأن العالم سيتذكرهم، وأن السلام سيجد يومًا طريقه إلى وطنهم الجريح.
لقد كشف الصراع الدائر عن الجراح العميقة لبلدٍ يحاول النجاة وسط الفوضى السياسية، أصبح المدنيون ضحايا صراعٍ على السلطة بين جماعاتٍ مسلّحة، يعانون القصف والجوع والنزوح القسري.
لم تعد المستشفيات آمنة، والمدارس دُمّرت، وغالبًا ما تُمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إليهم. كل صورة تخرج من السودان تروي قصة ألم — أطفال يبكون بجانب قبور ذويهم، وأمهات ينهارْن من التعب، وآباء ينظرون بعجز إلى أنقاض بيوتهم.
أصوات تنادي بالإنسانية
وعلى وسائل التواصل والمنصات الدولية، تعلو الأصوات — أصواتٌ تنادي بالإنسانية، والعدالة، والرحمة. العالم يشاهد، لكنه في أغلب الأحيان يلتزم الصمت. شعب السودان لا يطلب الشفقة؛ بل يطلب الكرامة، والأمان، وفرصة للحياة. فمعاناتهم ليست قضية سياسية فحسب، بل امتحان أخلاقي
لكل من يؤمن بالإنسانية.
ومع غروب الشمس على الأرض التي مزقتها الحرب، تستمر دموع الرجال والنساء والأطفال السودانيين في الانهمار — دموع ليست من الحزن فقط، بل من الدم أيضًا. لقد خذلتهم السياسة، وهجرهم الصمت. ومع ذلك، وفي وسط ألمهم، يذكّرون العالم بمعنى الصمود. صرخاتهم تخترق ضمير
كل من لا يزال يؤمن بأن الإنسانية يجب أن تنتصر على الكراهية، وأن الرحمة هي الطريق الوحيد نحو الشفاء.
